الين الياباني يتراجع وسط تفاؤل الأسواق وتأجيل رسوم ترامب التجارية
شهد الين الياباني تراجعًا في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية، متأثرًا بتحسن شهية المخاطرة في الأسواق بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك لمدة 30 يومًا.
ورغم هذا الهدوء النسبي، لا تزال حالة عدم اليقين مسيطرة، خاصة مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية.
وتترقب الأسواق رد فعل بكين، التي أكدت نيتها الطعن في هذه الإجراءات أمام منظمة التجارة العالمية.
مع اقتراب اجتماع بنك اليابان في مارس المقبل، يترقب المستثمرون أي إشارات جديدة حول إمكانية رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهي خطوة قد تمثل الزيادة الثانية على التوالي ضمن مسار تطبيع السياسة النقدية.
و ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الين بنسبة 0.5% ليصل إلى 155.40¥، مقارنة بسعر الافتتاح عند 154.68¥، مع تسجيل أدنى مستوى عند 154.68¥.
حقق الين الياباني مكاسب بنسبة 0.3% أمام الدولار يوم الاثنين، في ثالث ارتفاع له خلال الأيام الأربعة الماضية، مستفيدًا من اتجاه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن وسط التوترات التجارية العالمية.
في اللحظات الأخيرة، أعلن ترامب تعليق قراره بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، مانحًا البلدين مهلة 30 يومًا لتقديم تنازلات تتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية والحد من تجارة المخدرات.
وردًا على ذلك، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم التزامهما بتعزيز حماية الحدود واتخاذ إجراءات مشددة ضد تهريب المخدرات، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوتر مع واشنطن.
و دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية على الواردات الصينية حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، ما يهدد بمزيد من التصعيد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتسعى واشنطن من خلال هذه الإجراءات إلى الضغط على الصين للحد من تدفق المخدرات غير المشروعة، إضافةً إلى تعزيز الحماية للصناعات المحلية الأمريكية.
في المقابل، أكد البيت الأبيض أن ترامب لن يجري أي محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينج حتى وقت لاحق من الأسبوع، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
يُذكر أن ترامب أطلق خلال ولايته الأولى في 2018 حربًا تجارية ضد الصين استمرت عامين، مستهدفًا فائضها التجاري الكبير مع الولايات المتحدة.
وقد أدى هذا الصراع إلى فرض تعريفات جمركية متبادلة على سلع بقيمة مئات المليارات من الدولارات، ما تسبب في اضطرابات واسعة في سلاسل التوريد وأثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.