توقّع محللو جولدمان ساكس أن يتجاهل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير أي تأثيرات تضخمية ناجمة عن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأكد المحللون أن هذه التأثيرات تُعتبر زيادات مؤقتة في مستوى الأسعار، وليست ضغوطًا تضخمية مستدامة.
ومع ذلك، أشار المحللون إلى أن التعريفات الجمركية قد تثير مخاوف تتعلق بارتفاع توقعات التضخم. وأوضحوا أن هذه التوقعات، إذا تأثرت بشكل كبير، قد تحدّ من مرونة الاحتياطي الفيدرالي في تبني سياسات نقدية مناسبة. واعتبروا أن ارتفاع التضخم مؤخرًا قد يجعل هذه التوقعات أكثر حساسية.
أشار جولدمان ساكس إلى دراسات اقتصادية تُظهر أن تجارب الأفراد السابقة مع التضخم تُشكّل توقعاتهم المستقبلية بشكل كبير. واستنادًا إلى بيانات استطلاع رأي أجراه معهد جامعة ميشيغان، أوضح المحللون أن أسعار البنزين، التي تؤثر بشكل ملحوظ على نفقات المستهلكين، تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل هذه التوقعات.
وفي ظل سيناريو التعريفات الجمركية الشاملة بنسبة 10% الذي وضعه المحللون، توقعوا تأثيرًا محدودًا على توقعات التضخم، حيث قد تزيد توقعات التضخم على المدى القصير بمقدار 0.5 نقطة مئوية، وعلى المدى الطويل لمدة خمس سنوات بمقدار 0.1 نقطة مئوية فقط.
حذّر جولدمان ساكس من أن التأثيرات النفسية للتعريفات الجمركية قد تكون أكثر حدة إذا حظيت الزيادات في الأسعار بتغطية إعلامية واسعة، كما حدث سابقًا مع ارتفاع أسعار البنزين.
وأشار المحللون إلى أن ارتفاع توقعات التضخم في استطلاعات ميشيغان مؤخرًا، مع الإشارات المتكررة للتعريفات الجمركية، يوضح أن مثل هذه التأثيرات النفسية ممكنة.
توقّع المحللون أن تؤدي هذه الحساسيات المتزايدة تجاه تغيّرات الأسعار إلى تقييد خيارات صانعي السياسات النقدية.
فمن غير المتوقع أن تُقدم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على خفض أسعار الفائدة في ظل هذه الظروف. وفي الوقت ذاته، قد يواجه البيت الأبيض ضغوطًا شعبية للتراجع عن فرض المزيد من التعريفات الجمركية.
ختامًا، بينما يرى جولدمان ساكس أن الآثار الاقتصادية المباشرة للتعريفات الجمركية محدودة، إلا أن التأثيرات النفسية المصاحبة لها قد تُعقّد مشهد السياسات النقدية والاقتصادية في الولايات المتحدة.
