الليرة التركية تشهد تراجعًا ملحوظًا مع تقليص فترات استحقاق الودائع المحمية بالعملات الأجنبية
تراجعت الليرة التركية بشكل ملحوظ خلال تعاملات يوم الأربعاء، في وقت يشهد فيه البنك المركزي التركي تنفيذ قرارات لتقييد فترات استحقاق حسابات الودائع المحمية بالعملات الأجنبية، وذلك كجزء من استراتيجيته للخروج التدريجي من برنامج “حسابات KKM”.
وكان البنك المركزي التركي قد أعلن يوم الاثنين عن قراره إنهاء فتح وتجديد الحسابات ذات فترات استحقاق ستة أشهر و12 شهرًا للودائع المحمية المحولة من العملات الأجنبية والذهب، وذلك اعتبارًا من 20 يناير 2025.
وقد أشار البنك في بيانه إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ خطة لتقليص برنامج الودائع المحمية الذي كان قد أطلقته تركيا في دجنبر2021، ويهدف إلى تقليل ظاهرة الدولرة ودعم استقرار الليرة التركية.
ووفقًا لبيان البنك المركزي، فإن هذا التغيير يعد جزءًا من استراتيجية تدريجية لإنهاء الحسابات المحمية بالعملات الأجنبية.
وذكر البنك: “تم إلغاء فترات الاستحقاق الأطول للحسابات الجديدة والمجددة كجزء من عملية التخلص التدريجي من هذا البرنامج”.
البرنامج الذي تم تبنيه في 2021 كان يهدف إلى تشجيع المدخرات بالليرة التركية عن طريق ضمان حماية المودعين من تقلبات سعر الصرف، ولكنه قوبل بانتقادات بسبب تكلفته العالية وتأثيره على ميزانية الدولة.
و مع تحول السياسات الاقتصادية التركية نحو المزيد من التقليدية، تم البدء في تقليص البرنامج تدريجيًا مع خطة لإنهائه بحلول 2025.
وفي سياق متصل، فقد شهدت حسابات الودائع المحمية انخفاضًا مستمرًا لأكثر من 70 أسبوعًا، بعد إعلان الحكومة التركية في صيف 2023 عن نيتها تقليص هذا البرنامج. وكان البنك المركزي قد قام بتغطية خسائر قيمة العملة للمودعين في إطار هذا البرنامج، لكن التكاليف المرتبطة به بدأت في التأثير على الميزانية.
رغم هذه التراجعات، استمرت حصة الليرة التركية في إجمالي الودائع بالارتفاع، حيث وصلت إلى 58.7% في بداية يناير 2025، وفقًا لبيانات البنك المركزي.
في ذات السياق، تراجعت الليرة التركية خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.6% لتسجل 35.65 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، كما تراجعت أمام اليورو بنسبة 0.85% لتسجل 37.27 ليرة لليورو. في المقابل، سجل غرام الذهب المقوم بالليرة التركية زيادة بنسبة 0.62% ليصل إلى 3,161 ليرة.