التطورات المالية العالمية وتأثيراتها على الأسواق يوم الثلاثاء
شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الثلاثاء تغييرات ملحوظة أثرت بشكل كبير على حركة التداولات في مختلف الأسواق. وكان أبرز ما سجلته الأسواق كما يلي:
و سجلت أسواق الأسهم العالمية انتعاشاً ملحوظاً، حيث عاد الإقبال على المخاطرة من قبل المستثمرين بفضل تراجع المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية.
جاء هذا التحسن بعد فشل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تمرير حزمة الرسوم الجمركية الكبيرة على السلع المستوردة، وهو ما ساعد في تحفيز الأسواق على الصعود.
في الولايات المتحدة، سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية زيادة كبيرة، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بمقدار 461 نقطة ليصل إلى 43,949.02 نقطة.
كما حقق مؤشر ناسداك مكاسب ليرتفع إلى 19,778.01 نقطة، بينما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز زيادة بنسبة 0.86% ليصل إلى 6,047.99 نقطة.
وفي أوروبا، شهدت أسواق الأسهم تحسناً كبيراً مع تسجيل معظم المؤشرات الأوروبية لارتفاعات ملحوظة.
حيث ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.40% ليغلق عند 525.98 نقطة، وهو ما يعكس زوال المخاوف بشأن فرض رسوم جمركية على واردات أوروبا، ويعزز التفاؤل بشأن النشاط الاقتصادي في المنطقة.
على صعيد العملات الرئيسية، استفاد اليورو بشكل واضح أمام الدولار الأمريكي بعد تراجع المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية ضد منطقة اليورو، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد في منطقة اليورو، الذي سجل 18.0 نقطة في يناير مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى 16.9 نقطة.
وفي المقابل، تراجع الدولار الأمريكي مع تزايد توقعات الأسواق بأن التضخم في الولايات المتحدة سيشهد اعتدالاً في المستقبل.
جاء هذا التراجع بعد تصاعد الاحتمالات بأن ترامب لن يفرض الرسوم الجمركية التي وعد بها خلال حملته الانتخابية، مما كان سيؤدي إلى زيادة أسعار السلع المحلية. هذا الاحتمال ساعد على ارتفاع عملات مثل الدولارين النيوزيلندي والاسترالي.
أما بالنسبة للدولار الكندي، فقد شهد انخفاضاً في قيمته بعد تباطؤ نمو التضخم في كندا إلى 1.8% في ديسمبر، مما يعزز التوقعات بأن بنك كندا قد يواصل خفض الفائدة في اجتماعه المقبل.
كما تراجع الدولار الكندي بسبب التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك اعتباراً من الشهر المقبل.
على صعيد السلع، قفزت أسعار الذهب بشكل لافت، حيث ارتفعت بنحو 36 دولاراً لتسجل 2,742.9 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ 6 نونبر.
هذا الارتفاع جاء نتيجة لانخفاض قيمة الدولار الأمريكي، مما زاد من الطلب على السلع التي يتم تسعيرها بالدولار، بما في ذلك الذهب.
في المقابل، تراجعت أسعار النفط الخام، حيث أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مخاوف بشأن زيادة المعروض النفطي في الأسواق.
وفي تصريحات له، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستكثف جهودها في التنقيب عن النفط والغاز وتوسيع صادرات الطاقة إلى مختلف دول العالم، مما أثر سلباً على أسعار النفط.
تسود الأسواق المالية العالمية حالة من التفاؤل نتيجة للتطورات الأخيرة في السياسة الأمريكية، والتي ساهمت في تحفيز أسواق الأسهم والعملات، في حين أدت إلى تقلبات ملحوظة في أسواق السلع، خاصة الذهب والنفط.