ارتفاع حاد في أسعار الصويا والذرة والقمح في بورصة شيكاغو
شهدت أسعار الصويا ارتفاعًا حادًا في بورصة شيكاغو للسلع خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بمشتريات مضاربة وفنية.
تأتي هذه الزيادة في الأسعار وسط تزايد المخاوف المتعلقة بالطقس وتأثيراته المحتملة على الإنتاج في أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى تطورات في السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت إدارة ترامب أنها لم تفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين حتى الآن، ويبدو أن المحادثات الأخيرة بين الرئيسين ترامب وشي قد أسهمت في تقليص المخاوف بشأن تجدد الحرب التجارية.
هذا التراجع في التوترات التجارية يساهم في تحفيز الأسواق في بعض القطاعات الزراعية.
من جهة أخرى، أظهرت التقارير تأخيرات مبكرة في حصاد المحاصيل في أجزاء من البرازيل، مع انخفاض عائدات الصويا في بعض المناطق وسط التوقعات بتأثيرات سلبية على صادراتها.
ومع أن الأوان لا يزال مبكرًا للحكم بشكل قاطع على الإنتاج، فإن أي انخفاض كبير في العوائد سيؤثر على القدرة التنافسية للبرازيل في الأسواق العالمية، رغم الميزة السعرية التي تتمتع بها مقارنة بالولايات المتحدة.
تزامنًا مع هذه التطورات، كانت هناك أيضًا مخاوف بشأن العائد في الأرجنتين، التي تأثرت بفترات طويلة من الطقس الحار والجاف. في 11 فبراير المقبل، ستعلن وزارة الزراعة الأمريكية تقديرات جديدة للعرض والطلب، بينما ستصدر CONAB تقديراتها للبرازيل بعد يومين.
أما بالنسبة للذرة، فقد شهدت أسعارها أيضًا ارتفاعًا، مدعومة بتوقعات بشأن هطول أمطار مختلطة في أمريكا الجنوبية، رغم أن بعض المناطق الأشد جفافًا مثل الأرجنتين وجنوب البرازيل لم تشهد كميات كافية من الأمطار.
و في وسط البرازيل، يواصل تأخر حصاد الصويا بسبب الطقس الرطب تقليص المساحة المزروعة بالمحاصيل الثانية.
وتسجل الصويا زيادة كبيرة في أسعارها، حيث ارتفعت العقود الآجلة لشهر مارس بنسبة 3.2% لتصل إلى 10.67 دولار للبوشل، فيما صعدت أسعار الذرة بنسبة 1.1% لتسجل 4.90 دولار للبوشل.
ورافق هذا الارتفاع في الأسعار تراجع في عمليات تفتيش الصادرات الأمريكية، التي شهدت انخفاضًا في الصادرات إلى الصين والمكسيك.
على صعيد القمح، ارتفعت أسعاره أيضًا بنسبة 3.6% لتسجل 5.58 دولار للبوشل، إثر عمليات شراء تجارية وفنية بالإضافة إلى تراجع كبير في قيمة الدولار الأمريكي.
من المتوقع أن تؤدي الظروف الجوية الباردة في الغرب الأوسط والسهول إلى تلف المحاصيل الشتوية، فيما يراقب التجار الوضع في أوروبا وروسيا وأوكرانيا بشأن إنتاج القمح الشتوي.
من جانب آخر، قد تؤدي الرسوم الجمركية المحتملة على واردات القمح من كندا إلى زيادة اعتماد الولايات المتحدة على الإمدادات المحلية.
كما تأثرت عمليات تفتيش صادرات القمح الأمريكي، وخاصة إلى المكسيك وكوريا الجنوبية، بينما أفادت التقارير بشراء مصر لكمية كبيرة من القمح الروسي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في الختام، يبقى التركيز على التوقعات المتعلقة بالطقس والسياسات التجارية التي قد تواصل التأثير على أسواق السلع الزراعية.