ارتفاع أسعار النيكل وسط استقرار الدولار وقرارات إندونيسيا بشأن خفض الإنتاج
ارتفعت أسعار النيكل خلال تداولات اليوم الجمعة، في وقت يشهد فيه الدولار استقرارًا سلبيًا مقابل معظم العملات الرئيسية.
يأتي ذلك بالتزامن مع متابعة الموقف الحكومي في إندونيسيا، حيث تترقب الأسواق قراراتها بشأن احتمال إغلاق بعض مناجم النيكل في إطار خطة لتقليص الإنتاج بهدف دعم الأسعار.
تسعى إندونيسيا حاليًا إلى تقليص إنتاجها من النيكل بشكل كبير، بعد أن هبطت الأسعار إلى ما دون 15 ألف دولار للطن في وقت سابق.
فقد شهدت أسعار النيكل انخفاضًا حادًا في أوائل يناير نتيجة للعرض المرتفع والطلب المحدود، مما أدى إلى تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2020، حيث بلغ متوسط السعر 14,995 دولارًا للطن في 3 يناير.
وفي الوقت نفسه، تواصل المخزونات العالمية النمو، حيث ارتفعت مخزونات النيكل في بورصة شنغهاي للمعادن إلى أعلى مستوى منذ غشت 2020، بينما سجلت مخزونات بورصة لندن أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2021.
وفقًا لتقرير بلومبرج، تعتزم الحكومة الإندونيسية تقليص إنتاجها من النيكل من 272 مليون طن في 2024 إلى 150 مليون طن فقط في 2025، مما يعني انخفاضًا بنسبة تقارب 45% على أساس سنوي. إذا تم تنفيذ هذا الخفض الكامل، فإنه سيؤثر على نحو 35% من العرض العالمي للنيكل.
العديد من المحللين يرون أن إندونيسيا تعتبر السبب الرئيس وراء ضعف الأساسيات الحالية للنيكل، خاصة بعد أن قامت بتوسيع إنتاجها على مدار السنوات الماضية بهدف الهيمنة على السوق.
إندونيسيا، من خلال استغلال احتياطياتها التعدينية الهائلة، فرضت حظرًا على تصدير خام النيكل بهدف جذب استثمارات في المعالجة والأنشطة الصناعية مثل تصنيع الفولاذ المقاوم للصدأ والبطاريات، وخاصة من الصين.
وهذا يعد جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز قيمة صادراتها وتوسيع حصتها في سوق الفولاذ المقاوم للصدأ.
وبحسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كانت إندونيسيا تمثل أقل من 6% من إنتاج النيكل العالمي في 2014، مقارنة بحوالي 50% في 2023. ومن المتوقع أن تواصل إندونيسيا تعزيز حصتها في السوق لتصل إلى نحو 68% بحلول 2024.
على خلفية هذه التطورات، اضطرت العديد من المناجم العالمية إلى تقليص الإنتاج أو الإغلاق التام، خاصة في أستراليا وكاليدونيا الجديدة، حيث أغلقت بعض المنشآت نتيجة للتنافس الشديد من المنتجين الإندونيسيين.
يظل من غير الواضح إلى أي مدى ستخفض إندونيسيا إنتاجها، ولكن من المؤكد أن تقليص العرض سيعزز في النهاية دعم سوق النيكل.
رغم ذلك، لا يُتوقع أن يشكل هذا الخفض خطرًا مباشرًا على أسعار النيكل في الوقت الراهن، إذ من المحتمل أن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يدفع نقص العرض المصاهر إلى تقليص الإنتاج.
وبالتالي، من المرجح أن تواصل أسعار النيكل انخفاضها في الفترة المقبلة، مما سيؤثر على تكلفة إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ.
في السياق ذاته، استقر مؤشر الدولار الأمريكي عند 108.9 نقطة في الساعة 15:19 بتوقيت جرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 109.4 وأدنى مستوى عند 108.8 نقطة.
أما على صعيد تداولات النيكل، فقد ارتفعت العقود الفورية بنسبة 2.2% لتصل إلى 16,000 دولار للطن بحلول الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش.
