تتوقع العديد من الدراسات أن يصبح وكلاء الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من فرق العمل في الشركات، مما يفرض على الإدارات ابتكار استراتيجيات فعّالة للتعامل معهم.
وفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس، أشار جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA، إلى أن الشركات سيتعين عليها تعلم كيفية التعاون مع هذه الأدوات الذكية بفعالية لضمان تحسين الإنتاجية.
أطلقت NVIDIA مؤخرًا مجموعة من “نماذج الذكاء الاصطناعي”، التي يمكن دمجها بسهولة مع برامج الشركات.
ويعتقد هوانغ أن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيكونون جزءًا لا يتجزأ من فرق العمل المستقبلية، حيث يساعدون الموظفين في إتمام مهامهم اليومية، من الأعمال الروتينية إلى التعامل مع استفسارات العملاء.
يرى هوانغ أن قسم تكنولوجيا المعلومات في الشركات سيتولى قريبًا دورًا مشابهًا لدور قسم الموارد البشرية في إدارة وكلاء الذكاء الاصطناعي.
ويعتقد أن فرق تكنولوجيا المعلومات ستكون مسؤولة عن تدريب هذه الأدوات الرقمية، بما يشمل تخصيصها وفقًا لاحتياجات الشركة وتعريفها بسياسات ثقافة المؤسسة.
وأشار إلى أن التحديات المرتبطة بذلك ستكون مشابهة لتلك التي يواجهها مديرو الموارد البشرية في تدريب الموظفين.
و يتوقع كريس دادن، كبير مسؤولي التكنولوجيا في منصة Criteria، أن بحلول عام 2025، ستتمكن 30% من الشركات من دمج “الموظفين الرقميين” في بيئة العمل، وهو ما يستدعي ضرورة بناء بنية تحتية قوية تمكن الشركات من تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتحديثها بشكل دوري.
ويؤكد دادن أن استخدام هذه الأدوات سيتطلب نفس الانتباه والدقة التي تُخصص لإدارة القوى العاملة البشرية.
ورغم التفاؤل بدمج هذه التكنولوجيا، هناك من يرى أن تحوّل الشركات نحو استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي قد لا يكون بالسرعة التي يتوقعها البعض.
كما يتساءل بعض الخبراء عن موثوقية هذه الأدوات وعن تأثيرها على الموظفين البشريين، حيث تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن استخدام هذه الأنظمة قد يُؤثر سلبًا على بيئة العمل في المراحل الأولى من تطبيقها.
و يشير كليف يوركيويتش، نائب رئيس الإستراتيجية العالمية في شركة Phenom، إلى ضرورة تعاون فرق تكنولوجيا المعلومات مع الموارد البشرية لفهم كيفية دمج الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي يخدم الإنتاجية ويحسن الكفاءة.
ويعتقد أن هذا التعاون سيسهم في تسهيل عملية تحديد أدوار وكلاء الذكاء الاصطناعي وتقديم أفضل الحلول التي تتناسب مع أهداف المؤسسة.
و يتطلب المستقبل من قادة الموارد البشرية اكتساب مهارات تكنولوجية متقدمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مهاراتهم التقليدية في إدارة الأفراد.
ويؤكد دان كابلان، شريك العملاء الأول في Korn Ferry، أن القادة في المستقبل سيحتاجون إلى فهم عميق للتكنولوجيا جنبًا إلى جنب مع تطوير المهارات التي تمكّنهم من إدارة الأصول البشرية والرقمية على حد سواء.
Arabic