الأسواق على موعد مع تحديات جديدة في أسبوع حاسم: التضخم، أرباح البنوك، وأسعار النفط
من المتوقع أن تشهد الأسواق هذا الأسبوع اختبارًا دقيقًا مع بيانات التضخم المرتقبة، والتي ستكون على خلفية تقرير الوظائف القوي الصادر يوم الجمعة، إضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن خطط السياسة الاقتصادية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
و في الوقت نفسه، يبدأ موسم الأرباح، بينما تشهد أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، مما يضع التجار في حالة استعداد لتعامل مع اضطرابات محتملة في الإمدادات.
و إليكم أبرز ما سيحدث في الأسواق خلال الأسبوع المقبل.
و سيكون تركيز المستثمرين هذا الأسبوع على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي سيتم الإعلان عنها يوم الأربعاء، في وقت يعاني فيه التضخم من تأثيرات على أسواق الأسهم.
يأتي هذا بعد تقرير الوظائف القوي الذي كشف عن إضافة 256,000 وظيفة في دجنبر، متجاوزًا التوقعات بشكل كبير، بالإضافة إلى انخفاض معدل البطالة إلى 4.1%.
من المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر زيادة سنوية بنسبة 2.9%. ومع أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يعتقد أن التضخم قد تراجع بما يكفي للبدء في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، إلا أن التضخم لا يزال أعلى من هدف البنك البالغ 2%. ويتوقع البنك الآن أن يشهد التضخم ارتفاعًا بنسبة 2.5% في عام 2025.
كما أشار محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى قلق المسؤولين من أن سياسات ترامب بشأن التجارة والهجرة قد تؤدي إلى تأخير في جهود خفض التضخم إلى الهدف المحدد.
كما يبدأ موسم الأرباح يوم الأربعاء مع إعلان بعض البنوك الكبرى مثل جي بي مورجان (JPM) وويلز فارجو (WFC) وسيتي جروب (C) وجولدمان ساكس (GS) عن نتائجها المالية للربع الرابع، بينما سيعلن بنك أوف أمريكا (BAC) ومورجان ستانلي (MS) عن النتائج يوم الخميس.
من المتوقع أن تحقق البنوك الأمريكية موسم أرباح متفائل بفضل الأداء القوي في الرسوم المصرفية الاستثمارية وإيرادات التداول، بالإضافة إلى التخفيف من الضغط لزيادة أسعار الفائدة على الودائع.
وتدعم التوقعات الإيجابية نتائج البنوك بفوز ترامب في الانتخابات، حيث يُتوقع أن تسهم سياساته الاقتصادية في تعزيز أرباح البنوك من خلال تخفيض القيود التنظيمية والإصلاحات الضريبية.
و سيكون التضخم في المملكة المتحدة في دائرة الضوء هذا الأسبوع بعد عمليات بيع السندات الحكومية البريطانية (الجيليت) في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في ضغط إضافي على الحكومة البريطانية التي تسعى لتحفيز الاقتصاد.
و من المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر زيادة سنوية بنسبة 2.6%، مما يبقيه فوق هدف بنك إنجلترا البالغ 2%.
ستكون تعليقات مسؤولي بنك إنجلترا أيضًا محط أنظار الأسواق، حيث من المتوقع أن تتحدث نائبة المحافظ سارة بريدن يوم الثلاثاء، في حين من المقرر أن يدلي عضو لجنة السياسة النقدية آلان تايلور بتصريحات في اليوم التالي.
من المقرر أن تصدر الصين بيانات اقتصادية هامة هذا الأسبوع، تشمل الناتج المحلي الإجمالي الذي من المتوقع أن يظهر تحقيق هدف النمو السنوي بنسبة 5% لعام 2024.
كما سيتم نشر بيانات عن أسعار المنازل والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة.
وفي الوقت الذي تستعد فيه الصين للتعامل مع تأثيرات الزيادات المتوقعة في الرسوم الجمركية الأمريكية، أكد نائب وزير المالية الصيني لياو مين أن الحكومة تمتلك مساحة واسعة لتنفيذ سياسات مالية لدعم النمو الاقتصادي.
و شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت أكثر من 3% من المكاسب لتصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، وسط تأهب المتداولين لاضطرابات محتملة في إمدادات النفط بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا.
و تستهدف هذه العقوبات منتجي النفط الروسي وناقلات النفط ووسطاء التجارة، في خطوة تهدف إلى تقليص إيرادات النفط والغاز الروسية.
سجلت أسعار عقود برنت 79.76 دولارًا للبرميل، بينما أغلق خام النفط الأمريكي WTI عند 76.57 دولارًا للبرميل.
ووفقًا للمحللين، فإن توقيت العقوبات قبل تنصيب ترامب في 20 يناير قد يزيد من احتمالية استمرار العقوبات كأداة تفاوضية في معاهدة سلام محتملة لأوكرانيا.