4 أسهم تشكل أكثر من ثلثي محفظة وارن بافت الاستثمارية
على الرغم من النهج النشط الذي يتبناه “وارن بافت” في إدارة محفظته الاستثمارية، لإضافة الأصول الواعدة واستبعاد تلك التي لا تضمن أرباحًا قوية في المستقبل، فإنه يميل في النهاية لقاعدته الرئيسية “الشراء والاحتفاظ طويلًا”.
ورغم أن محفظته تتكون من أسهم مختلفة ومتنوعة، إلا أن ثقة “بافت” في بعض الرهانات تتخطى غيرها، وهو ما يتجلى في هيمنة 4 شركات فقط على أغلب محفظته الاستثمارية في سوق الأسهم، حيث يرى الملياردير أنها تملك آفاقًا واعدة على المدى الطويل.
اعتبارًا من نهاية عام 2023، ووفقًا لأحدث إفصاحات شركة “بيركشاير هاثاواي” في فبراير الماضي، فإن المحفظة الاستثمارية التي تتجاوز قيمتها 380 مليار دولار تشكلت من 49 سهمًا.
وتتركز نحو 69% من هذه المحفظة في أسهم شركات “آبل” و”بنك أوف أمريكا” و”أمريكان إكسبريس” و”كوكاكولا”، أو ما يعادل إجمالًا 265 مليار دولار تقريبًا.
كانت 3 من هذه الأسهم بين أكبر مصادر الدخل النقدي المباشر لشركة “بيركشاير هاثاواي” التي تمتلك بالفعل سيولة نقدية تتجاوز 160 مليار دولار، حيث أشارت التقديرات إلى أن الشركة بصدد الحصول على 6 مليارات دولار من توزيعات الأرباح هذا العام.
وخلال الاجتماع السنوي للمساهمين في شركة “بيركشاير هاثاواي” في مايو 2023، قال “بافت” إن “آبل” هي “أفضل من أي شركة يمتلكها”، مشيرًا إلى العلامة التجارية القوية بشكل استثنائي، وولاء العملاء المذهل، والابتكار المتطور، وفريق الإدارة الموثوق به.
وأعلنت الشركة للتو عن أكبر برنامج لإعادة شراء الأسهم في تاريخ الولايات المتحدة، والذي بلغت قيمته 110 مليارات دولار، وبالرغم من انخفاض مبيعات “أيفون” 10% تقريبًا خلال الربع الأول، فإنها حققت هامشًا إجماليًا نسبته 46.6% كما كان متوقعًا.
حتى قبل إعلانها الأخير، كانت “آبل” ثاني أكبر موزعٍ للأرباح بالقيمة الاسمية بين الشركات العامة في الولايات المتحدة بواقع 15 مليار دولار سنويًا، وأعادت شراء ما قيمته نحو 600 مليار دولار من أسهمها العادية منذ بداية عام 2013.
وكثيرًا ما أعرب “وارن بافت” عن إعجابه الشديد بالشركات التي تعيد شراء أسهمها ما يزيد من قيمة حصة “بيركاشير” لديها دون عناء، ما يعني أن “آبل” تتحلى بمزيج فريد من العناصر المحببة للمستثمر.
أما بالنسبة لحصة “بيركشاير” في “بنك أوف أمريكا”، فأحد العوامل المشجعة لامتلاكها هو الميل إلى الاستثمار في الأعمال الدورية، التي تنحسر وتنتعش وفقًا لصحة الاقتصاد الأمريكي أو العالمي، وهو نفس السبب الذي يشجع “بافت” للاستثمار في “أمريكان إكسبريس” إلى جانب اهتمامه بالقطاع المالي عمومًا.
وأخيرًا، وبنهاية عام 2023، امتلكت “بيركشاير” حصة في “كوكاكولا” لمدة 36 سنة على التوالي، وهي الحيازة الأطول عمرًا في المحفظة الاستثمارية التي يقودها “بافت”، حيث يراهن الملياردير باستمرار على قدرات القطاع الاستهلاكي من خلالها.