استقالات مدوية في بي بي سي بعد الجدل حول برنامج وثائقي عن ترامب

أعلن المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تيم ديفي، والرئيسة التنفيذية للأخبار، ديبورا تورنيس، استقالتهما وسط موجة من الانتقادات التي واجهها برنامج “بي بي سي بانوراما” بعد اتهامه بتعديل خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما يوحي بتشجيعه لأعمال الشغب في الكابيتول عام 2021.
وجاءت الاستقالات بعد تسريب مذكرة داخلية أعدها مايكل بريسكوت، المستشار المستقل السابق للجنة معايير التحرير في بي بي سي، والتي كشفت أن البرنامج جمع بين جزأين من خطاب ترامب بشكل مضلل، ما أثار غضبًا واسعًا حول مصداقية المؤسسة.
وفي تصريح بعد الاستقالة، قال ديفي: “بعد 20 عامًا من العمل في بي بي سي، قررت مغادرة المؤسسة. هذا قراري الشخصي، وأشكر مجلس الإدارة على دعمه طوال هذه الفترة، خصوصًا في الأيام الأخيرة”.
وأضاف أنه يسعى لضمان انتقال سلس لمن سيخلفه، موضحًا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي أخطاء حدثت خلال فترة توليه المنصب.
بدورها، أوضحت تورنيس أن القرار جاء بعد إدراكها أن الجدل حول البرنامج أثر على سمعة المؤسسة، مشيرة إلى أن مسؤولية هذا القرار تقع عليها شخصيًا، لكنها أكدت أن الادعاءات الأخيرة بشأن تحيز بي بي سي مؤسسيًا “خاطئة”.
وأعربت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، عن شكرها لتيم ديفي على جهوده الطويلة، معتبرة أنه قاد بي بي سي في فترة مليئة بالتحديات، وأكدت على أهمية دعم الحكومة لمرحلة الانتقال ومراجعة الميثاق لضمان دور المؤسسة في المستقبل.
و تولى ديفي منصب المدير العام في سبتمبر 2020، بعد خبرة طويلة في بي بي سي تضمنت رئاسته لاستوديوهات المؤسسة ودمج عمليات التوزيع والإنتاج.
وقبل انضمامه، عمل في شركات عالمية مثل “بروكتر آند غامبل” و”بيبسي كو”، وحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية عام 2018 تقديرًا لخدماته في التجارة الدولية.
شغلت تورنيس منصب الرئيسة التنفيذية للأخبار منذ 2022، وكانت مسؤولة عن فريق يضم نحو 6000 موظف يبثون برامجهم إلى نصف مليار شخص عالميًا. قبل بي بي سي، قادت تورنيس شبكة “آي تي إن” وشغلت مناصب رفيعة في “إن بي سي نيوز” و”آي تي في نيوز”، حيث كانت أول سيدة وأصغر رئيسة تحرير في تاريخ الأخيرة.




