الاقتصادية

وسط تغيرات مناخية متطرفة .. هل باتت الطاقة الكهرومائية عاجزة عن تلبية احتياجات العالم من الكهرباء؟

زادت التحديات التي تواجه الدول في الحفاظ على إمدادات الطاقة الكهرومائية على مدار السنوات القليلة الماضية، في ظل التدهور المناخي الذي يتعرض له كوكب الأرض، وما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة، وزيادة حدة موجات الجفاف.

وعند دراسة حالة دولة مثل كندا كانت تعتمد على الطاقة الكهرومائية في الحصول على 60% من إمدادات الكهرباء، نجد أن أثر تغيرات المناخ لا يقتصر على توليد الطاقة فحسب، بل يمتد إلى إعادة ترتيب العلاقات التجارية بين الدول، حسب “أرييل كوهن” زميل المجلس الأطلسي.

حيث يتجاوز عدد خطوط الربط الكهربي بين الولايات المتحدة وكندا 35 خطاً، وكانت تسمح لكندا في الماضي بتصدير فائض إنتاجها من الكهرباء لأكثر من 5.6 منزل أمريكي، لكن عجز إنتاج الطاقة الكهرومائية في الآونة الأخيرة لم يدفعها لخفض صادراتها للولايات المتحدة فحسب، بل باتت أوتاوا صافي مستورد للطاقة من واشنطن.

ووصلت صادرات الطاقة الأمريكية إلى كندا لأعلى مستوى منذ عام 2010 في مارس الماضي، بعدما كانت الأخيرة أكبر مزود للولايات المتحدة من الطاقة على مر التاريخ، وهذا من شأنه دفع واشنطن لتعويض احتياجاتها من دول أخرى.

وفي الصين، أدى الجفاف الممتد على مدار السنوات الثلاث الماضية إلى ضعف تدفق الأنهار في المناطق الواقعة جنوب غرب البلاد، وتسبب ذلك في استقرار إمدادات الطاقة الكهرومائية بشكل نسبي مع صعود الطلب في حقبة ما بعد الوباء، الأمر الذي يعرض أمن الطاقة في ثاني أكبر اقتصادات العالم للخطر .

وكان أحد الحلول التي لجأت إليها الصين هو توليد الطاقة الكهرومائية من منابع الأنهار في منطقة التبت، لكن هذا أشعل توترات سياسية بينها وبين الهند ودول جنوب شرق آسيا بسبب مخاوف سيطرة الصين على تدفقات المياه بالمنطقة.

وفي ظل تصاعد حدة التغيرات المناخية، تبدو آفاق قطاع الطاقة الكهرومائية أكثر ضبابية، وربما يتعين على مختلف دول العالم اللجوء لمصادر أخرى للطاقة منخفضة الثمن، لكن هناك بعض الحلول التقنية للحفاظ على إمدادات القطاع في ظل زيادة الطلب العالمي على الطاقة.

بعض الحلول للحفاظ على إمدادات الطاقة الكهرومائية

المقترح

التوضيح

الاعتماد على أنظمة التخزين بالضخ

 
يعتمد هذا النظام على الضخ المتبادل للمياه بين خزانات على ارتفاعات مختلفة.

بحيث يتم ضخ المياه من خزان منخفض المستوى إلى آخر يرتفع عنه في أوقات ارتفاع الإمدادات الكهربية، وإطلاق المياه من خزان مرتفع لآخر منخفض حال ضعف الإمدادات.
 

إنشاء سدود متعددة الأغراض

 
تتنوع استخدامات السدود متعددة الأغراض لتشمل توليد الطاقة بجانب التحكم في الفيضانات، وتخزين المياه لأغراض الري.
 

ويمكن الاعتماد على خزاناتها المخصصة لتنظيم الفيضانات كمصدر إضافي لتوليد الطاقة.
 

تطوير قدرات تخزين الطاقة وتحسين خطوط التوزيع

 
تصلح هذه الحلول للتطبيق في مختلف قطاعات توليد الطاقة، لكنها تعد أكثر أهمية بالنسبة لقطاع الطاقة الكهرومائية كونها تساهم في رفع كفاءته، وزيادة منفعة موارده الإنتاجية، وتقليل الهدر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى