وزير الفلاحة يكشف عن تراجع حاد في مياه السقي..من 4 مليار متر مكعب إلى 700 مليون
في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تعصف بالقطاع الفلاحي في المغرب، أدلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بتصريحات تكشف عن حجم الأزمة التي يمر بها هذا القطاع الحيوي.
جاءت هذه التصريحات بعد اجتماع الحكومة مع ممثلي المهنيين الفلاحيين، في إطار التحضير للموسم الفلاحي القادم، والذي يتزامن مع استمرار سنوات من الجفاف الشديد التي أثرت على جميع جوانب القطاع.
وأوضح صديقي أن الظروف الحالية أدت إلى تقليص المساحات الزراعية المسقية إلى 400 ألف هكتار فقط، بعدما كانت تمتد سابقًا إلى حوالي 1.7 مليون هكتار.
كما أشار إلى أن المياه المخصصة للسقي تراجعت بشكل ملحوظ، حيث كانت تتراوح ما بين 3.5 و4 مليار متر مكعب، لكنها الآن لا تتجاوز 700 مليون متر مكعب.
هذا التراجع الحاد في الموارد المائية أدى إلى انخفاض المساحات المزروعة وتدهور الإنتاج الزراعي.
وأضاف الوزير أن الجفاف أثر أيضًا على الثروة الحيوانية، حيث تقلصت مساحات المراعي، مما كان له تأثير سلبي على تغذية القطيع. وقد انعكس ذلك على الإنتاجية الحيوانية وتوفر المواد الغذائية في الأسواق، مما رفع أسعار المنتجات الأساسية مثل اللحوم الحمراء، التي تشهد أزمة حادة في التوريد والأسعار.
وأشار صديقي إلى أن الاجتماع مع رئيس الحكومة يعكس التزام الحكومة بإيجاد حلول عملية لهذه التحديات. وتحدث عن عدة إجراءات تهدف إلى إعادة هيكلة سلاسل الإنتاج، خاصة فيما يتعلق بزيادة الكفاءة وتقليل تكاليف الإنتاج لتحسين الأسعار في الأسواق، خصوصًا للحوم الحمراء.
كما أكد وزير الفلاحة أن الحكومة ستعمل على إعادة تشكيل القطيع وهيكلة بعض القطاعات الزراعية، مثل زراعة الأشجار، بالتعاون الوثيق مع المهنيين، في إطار خطط تهدف للتكيف مع الظروف الصعبة وتحقيق الاستدامة في المستقبل.