الاقتصادية

وارن بافيت: سر النجاح المالي يبدأ بالاستثمار في الذات والعقارات والأسهم

بصافي ثروة تُقدّر بنحو 141.8 مليار دولار، يُعتبر المستثمر الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، وارن بافيت، أحد أعظم العقول الاستثمارية في العالم. تمكن بافيت من بناء إمبراطورية مالية استثنائية، معتمداً على فلسفة استثمارية فريدة تجمع بين البساطة والذكاء.

وعلى مر السنين، كشف “معجزة أوماها” عن آرائه حيال أصول استثمارية متنوعة مثل العقارات والأسهم والذهب، وأيّها يفضل للاستثمار.

و بعكس أنماط الحياة الفاخرة التي يفضلها العديد من الأثرياء، يعيش وارن بافيت حياة بسيطة تُجسّد مبادئه الاستثمارية.

إحدى القواعد الذهبية التي يؤمن بها هي مبدأ الشراء والاحتفاظ بالأصل لفترة طويلة مهما كانت التقلبات. يقول بافيت:

“يجب أن تكون مستعداً عند شراء سهم لأن ينخفض بنسبة 50% أو أكثر وأن تكون قادراً على الاحتفاظ به رغم ذلك”.

ويؤكد أن الكثير من المستثمرين يفشلون بسبب انصياعهم للخوف بدلاً من الاعتماد على الصبر والرؤية طويلة الأمد.

و في اجتماع المساهمين السنوي لشركة بيركشاير هاثاواي لعام 2022، صرّح بافيت قائلاً:

“أفضل استثمار يمكنك القيام به هو الاستثمار في نفسك. هذا النوع من الاستثمار لا يمكن لأي شخص أن ينتزعه منك ولا يخضع للضرائب”.

بالنسبة لبافيت، تحسين الذات واكتساب المعرفة هما مفتاح تحقيق النجاح المالي. ويرى أن من خلال تطوير مهاراتك وإمكانياتك، تُصبح أنت نفسك أصلًا ذا قيمة يُمكّنك من اغتنام المزيد من الفرص الاستثمارية.

و يعتبر وارن بافيت العقارات خياراً جيداً للاستثمار، خاصة في أوقات التضخم. ففي اجتماع المساهمين لعام 2015، أشار إلى أن العقارات تتميز بكونها أصولاً تُشترى مرة واحدة ولا تتطلب استثمارات رأسمالية مستمرة لاحقاً.

ومع ذلك، يُدرك بافيت أن العقارات قد تكون غير متاحة بسهولة لكثيرين بسبب حاجز التكلفة المرتفع، لكنه يشجع على استكشاف بدائل مثل الاستثمار التشاركي أو خطط التقسيط التي تُسهّل دخول هذا المجال.

لطالما كان سوق الأسهم الساحة المفضلة لبافيت، حيث استثمر في أسهم شركات رائدة تتمتع بكفاءة مالية واحتياجات رأسمالية منخفضة.

يُحب بافيت الشركات التي تستطيع التكيف مع الأزمات الاقتصادية، مثل شركة أبل، التي يرى أنها نموذج يحتذى به في تحقيق النجاح خلال فترات التضخم بفضل قوتها التفاوضية وكفاءتها التشغيلية.

و رغم شعبيته كأداة للتحوط ضد التضخم، لا يُظهر بافيت اهتماماً بالذهب. ففي رسالة إلى المساهمين عام 2011، وصفه بأنه أصل “لن يُنتج شيئاً أبداً”.

بينما يرى خبراء ماليون آخرون أن الذهب يحافظ على قوته الشرائية مع مرور الوقت، إلا أن بافيت يفضل الاستثمارات التي تحقق عوائد ملموسة وتُضيف قيمة مادية.

ومع ذلك، شهد الذهب أداءً لافتاً في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت أسعاره بنحو 26% خلال عام 2024، ومن المتوقع أن يواصل الأداء الإيجابي في عام 2025.

يُقدم وارن بافيت نموذجاً فريداً للاستثمار الناجح الذي يعتمد على التفكير طويل الأمد، والاستثمار في الذات، والابتعاد عن الأصول التي لا تُنتج قيمة. من خلال فلسفته هذه، استطاع أن يُلهم ملايين المستثمرين حول العالم، مؤكداً أن النجاح المالي يبدأ من الداخل، ثم ينتقل إلى الأسواق.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى