هل يُمكن للبيتكوين اختراق حاجز المليون دولار بعد التنصيف؟
إلى جانب التشفير الفائق واللا مركزية المطلقة تقريبًا، يقوم النظام البيئي لشبكة البيتكوين على عاملين أساسيين آخرين هما؛ الندرة والمكافأة نظير خدمة النظام.
أما الندرة، فمفهومها ببساطة هو أن عدد البيتكوين في العالم سيكون محدودًا، ما يجعلها تتسم بواحدة من أهم سمات العناصر مرتفعة القيمة، فعلى عكس الأموال العادية، لن يكون بمقدور أحد طباعة عدد لا نهائي من وحدة العملة المشفرة.
وهذا ينقلنا إلى العامل الثاني، حيث ينتج النظام المزيد من البيتكوين عن طريق منحها كمكافأة للعاملين في تعدين العملة المشفرة، نظير قيامهم بدور المراقب غير المركزي عبر التحقق من صحة معاملات الشبكة.
حدث التنصيف
– للإبقاء على تأثير العامل الأول “الندرة” وعدم الوصول سريعًا إلى الحد الأقصى من العملات المشفرة التي يمكن إنتاجها، والمحدد مسبقًا عند 21 مليون بيتكوين، فإن الشبكة تُخفض تلقائيًا معدل التعدين (مقدار المكافأة) كل 4 سنوات تقريبًا بمقدار النصف، فيما يعرف “بحدث التنصيف”.
– عندما أُطلقت البيتكوين في 2009، ولدت الشبكة 10.5 مليون وحدة حتى أول حدث للتنصيف في نوفمبر 2012 بفضل معدل تعدين للكتلة الواحدة يصل إلى 50 وحدة (نظير التحقق من معاملات حجمها 1 ميجابايت).
– مع عمليات التنصيف اللاحقة انخفض معدل تعدين البيتكوين وحجم العملات التي أنتجتها الشبكة بشكل حاد (بمقدار النصف لكل منهما في كل حدث)، لكن المعروض منها اقترب من بلوغ حده الأقصى، حيث يجري الآن تداول ما يقرب من 20 مليون وحدة.
– من المتوقع أن تشكل العملات المتداولة بنهاية فترة التنصيف المقبلة (2024- 2028) 96.88% من إجمالي ما يمكن تعدينه، ولعل هذا التراجع في معدل التعدين ومحدودية المعروض ما يدفع السعر للارتفاع بشدة.
– بغض النظر عن التقلبات الحادة والطبيعة المضاربية لسوق البيتكوين، فإن أحداث التنصيف عادة ما أعقبها ارتفاع حاد في قيمة العملة المشفرة الأكبر في العالم، خلال عام أو حتى بضعة أشهر.
– هذا يفسر (نوعًا ما) سبب الزخم الأخير في سوق العملات المشفرة والذي دفع البيتكوين نحو مستوى قياسي قرب 74 ألف دولار، حيث من المتوقع أن يحدث التنصيف المقبل في 19 أبريل القادم.
– طبعًا هذا لا يقلل من الدور الذي لعبته الصناديق المتداولة في الولايات المتحدة التي تركز على البيتكوين، ف جذب المزيد من السيولة ونوع جديد من المستثمرين الذين يميلون إلى الأدوات الاستثمارية الأكثر بساطة والأسهل فهمًا.
– لكن مع اجتماع العاملين معًا، فهل من الممكن أن تنطلق البيتكوين نحو مستويات جديدة خلال عام أو أقل من الآن، والتي – وفقًا للبيانات التاريخية – يمكن أن تكون أعلى من المستويات الحالية بوتيرة من ثلاثة أرقام وربما أربعة (100%- 9999%).
– يظهر الشكل الأخير أعلاه، أنه بعد الحدث الأول للتنصيف في 2012 بنحو عام تقريبًا قفز السعر بنسبة 7700%، وبنسبة 280% بعد الحدث الثاني، وبنسبة 720% تقريبًا بعد الحدث الثالث، لكن بالطبع هذا لا ينكر المناسبات التي شهدت انخفاضًا حادًا للسعر بعد هذه المكاسب.
توقعات المليون دولار؟
– تحظى البيتكوين بتوقعات قوية بالفعل خلال الأشهر والأعوام القليلة المقبلة، ودفعت الموجة الصعودية الأخيرة المحللين إلى تعديل تقديراتهم، فعلى سبيل المثال، رفعت شركة “بيرنشتاين” للأبحاث والوساطة المالية توقعاتها للعملة إلى 90 ألف دولار بنهاية 2024، بدلًا من 80 ألفًا.
– على جانب أكثر تفاؤلًا، رفع محللو “ستاندرد تشارترد” توقعاتهم في نهاية هذا العام بنسبة 50% إلى 150 ألف دولار، مشيرين إلى وصول البيتكوين إلى أعلى مستوى لها في الدورة الحالية عند 250 ألف دولار في عام 2025.
– في ورقة بحثية منفصلة، لم يستبعد البنك ارتفاع العملة المشفرة فوق مليون دولار خلال الأشهر المقبلة، وهو توقع يتشاركه العديد من المستثمرين، مثل “كاثي وود” التي ترى أن البيتكوين قد تصل إلى 1.5 مليون دولار بحلول 2030.
– في حين يتوقع البعض وصول البيتكوين إلى مستوى قريب من ذلك بشكل أسرع بكثير، يعرب آخرون عن شكوك بشأن إمكانية حدوثه قبل 10 سنوات على الأقل، ليس ذلك فحسب، فهناك من يحذر باستمرار من الوقوع في فخ الفقاعة.
– يرى محللو بنك “جيه بي مورجان” أن البيتكوين ستتخلى عن مكاسبها هذا العام، محذرين من “التفاؤل المفرط” الناشئ عن الموافقة على إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة، وقالوا إن المكاسب الأخيرة كانت بفعل الطلب من مستثمري التجزئة والمؤسسات المضاربة والمشتريات المدعومة بالدين.