العملاتالاقتصادية

هل يمكن أن يتوقف الين الياباني عن التراجع ويسجل أداءً أفضل في 2024 ؟

من المتوقع أن يسجل الين أداءً أفضل في العام المقبل، بعدما كان من بين العملات الأسوأ أداءً على مدار العامين الماضيين، إذ فقدت العملة اليابانية حوالي 20% من قيمتها مقابل نظيرتها الأمريكية منذ عام 2021، مسجلة أداء أقل من العملات الرئيسية الأخرى

وتشير متوسط التوقعات التي جمعتها “بلومبرج” إلى أن العملة اليابانية قد ترتفع إلى 135 ينًا مقابل الدولار بحلول نهاية عام 2024، مع تخارج بنك اليابان مع سياسة أسعار الفائدة السالبة وقيام نظرائه حول العالم بخفض تكاليف الاقتراض

وتراجعت العملة هذا العام مع إصرار بنك اليابان على الحفاظ على معدلات الفائدة المنخفضة للغاية رغم رفع البنوك المركزية الكبرى الأخرى الفائدة بسلسلة من الزيادات من أجل مواجهة ارتفاع التضخم، ولكن على الرغم من ارتفاع التضخم في اليابان أيضًا إلا أنه لا يعد منخفضًا مقارنة بغيره في الاقتصادات المتقدمة الأخرى

وذكر “سبنسر حكيميان” المدير التنفيذي لشركة “تولو كابيتال مانجمنت” في نيويورك أن الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة بصورة كبيرة في 2023 بينما أبقى بنك اليابان على الفائدة السالبة دون تغيير وهو ما كان بمثابة رياح معاكسة قوية للين، ويرى أن “السيناريو العكسي” سيحدث في العام المقبل، متوقعًا وصول سعر الين إلى حوالي 135 ينًا بحلول نهاية 2024

ويرى “شوكي أوموري” الخبير الاستراتيجي لدى “ميزوهو سكيورتيز” في طوكيو أن الانخفاط الطويل للعملة يقترب من نهايته، قائلاً: الوضع لن يخيب آمال متداولي الين هذه المرة

وفي نوفمبر، بلغ معدل التضخم الأساسي – الذي يستبعد أسعار الأغذية الطازجة – 2.5% على أساس سنوي، بعدما سجل 4.2% في بداية العام الحالي

 ورغم التباطؤ الكبير فإنه لا يزال أعلى مستهدف البنك المركزي البالغ 2%، ومع ذلك لم يتجه بنك اليابان نحو رفع الفائدة بشكل سريع حرصًا على عدم الإضرار بالاقتصاد، ولكن لجأ البنك إلى إجراء بعض التعديلات على سياسة التحكم في منحنى عائد السندات والتي تهدف لإبقاء عائدات السندات طويلة الأمد منخفضة

ومنذ منتصف نوفمبر، صعد الين بنسبة 7% تقريبًا مقابل الدولار، وهو ما يعود جزئيًا إلى التوقعات بأن البنك المركزي قد يتخلى عن سياسة سعر الفائدة السالب خلال العام المقبل

وقد يأتي أكبر دعم للعملة اليابانية في العام المقبل من قبل الفيدرالي الأمريكي، لأنه من المرجح أن دورة رفع الفائدة الأمريكية انتهت بالفعل، كما أن البنك أشار إلى أن خفض الفائدة ربما يكون قادمًا

هذا وتراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات – الذي كان المحرك الرئيسي لتحرك الدولار مقابل الين هذا العام – بحوالي 50 نقطة أساس في نوفمبر، مما مهد الطريق لتغييرات في اتجاه سوق العملات

وأوضحت “كيت جوكس” كبيرة استراتيجية الصرف الأجنبي لدى “سوستيه جنرال” في لندن: يبدو أن عائدات السندات بلغت ذروتها ، وانتهى الفيدرالي من رفع الفائدة، ومن المتوقع أن يتراجع الدولار أكثر في العام المقبل، ويحقق الين مكاسب كبيرة

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى