هل يقدم مؤشر وارن بافت علامة تحذيرية عن سوق الأسهم الأمريكية؟
قدم الملياردير والمستثمر الناجح “وارن بافت” في عام 2001 ما وصفه بأفضل مقياس منفرد لتقييمات الأسهم في أي لحظة زمنية والتي توضح ما إذا كانت مقومة بأقل أو أكثر من قيمتها.
ويقارن المقياس الذي يعرف على نطاق واسع باسم “مؤشر بافت” بين القيمة الإجمالية لسوق الأسهم الأمريكية (والتي يتم قياسها عن طريق مؤشر “ويلشاير 5000”) بأحدث تقدير فصلي للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
وتعتبر الأسهم مقومة بأقل من قيمتها عندما تمثل حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي، والعكس صحيح، إذا تداولت الأسهم عند حوالي ضعف حجم الاقتصاد فإن ذلك بمثابة علامة تحذيرية هامة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر “بافت” يتجاهل مقدار الأموال التي تجنيها الشركات في الخارج، ولا يأخذ في الاعتبار كيف يمكن لأسعار الفائدة -التي وصلت حاليًا لأعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عامًا- أن تغير تقييم الشركات، وقد أقر المدير التنفيذي للمجموعة الاستثمارية “بيركشاير هاثاواي” بالفعل بأن هذا المقياس البسيط للغاية له حدوده.
لكن عند فحص البيانات من عام 2000 فصاعدًا، يتضح أن المؤشر توقع بنجاح ما يقرب من 57% من الانخفاضات الكبيرة في السوق.
ولكن الحالات السابقة التي أظهرت أن الأسهم كانت مبالغًا في تقييمها للغاية مقارنة بحجم الاقتصاد، سبقت عمليات البيع الكبرى في عامي 1987 و2000، ومرة أخرى خلال الفترة التي سبقت الأزمة المالية.
الوضع الحالي للمؤشر
واعتبارًا من الجمعة الخامس من يوليو الجاري، تجاوز المؤشر 196% وهو المستوى الأعلى في التاريخ، أي أعلى من المستويات المرتفعة المسجلة خلال فقاعة الدوت كوم والأزمة المالية العالمية والسوق الهابطة في 2022.
إذ بلغ المؤشر 138.4% خلال ذروة فقاعة الدوت كوم، وسجل 106.9% في أكتوبر 2007 أثناء أزمة سوق الإسكان.
ماذا تعني المبالغة في تقييم سوق الأسهم بالنسبة للمستثمرين؟
تشير تلك القراءة إلى مبالغة كبيرة في تقييم سوق الأسهم الحالي، وقد تنذر بتراجع قادم في السوق، في ظل ترقب المستثمرين لاتجاه الفيدرالي الأمريكي نحو خفض الفائدة، فضلاً عن الطفرة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية مؤخرًا بدعم من حفنة صغيرة من المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي منها “إنفيديا” و”مايكروسوفت”، وهو ما يفسر الانفصال بين وضع سوق الأسهم والاقتصاد ككل.
لكن لم يمنع وضع السوق المبالغ في تقييمه الشركة التي يديرها “بافت” الملقب بـ”حكيم أوماها” من شراء الأسهم، إذ تظهر وثائق تنظيمية أنه اشترى المزيد من أسهم شركة النفط والغاز “أوكسيدنتال بتروليم” في الشهر الماضي.
وهو ما يوضح أن السوق يمكن أن يكون مبالغًا في تقييمه لكن ذلك لا يمنع المستثمرين من تصيد الفرص المناسبة.