هل يعزز محضر الاحتياطي الفيدرالي ..فرضية انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة الأمريكية؟
تنتظر أسواق المال العالمية اليوم الثلاثاء صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بهدف الحصول على رؤية أكثر وضوحاً حول مستقبل أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة
و خلال الاجتماع قرر المركزي الأمريكي تمديد التوقف للاجتماع الثاني على التوالي ،وتثبيت أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية دون أي تغيير عند أعلى مستوياتها فى 22 عام
وتمديد التوقف كان بمثابة أقوي الإشارات حول بلوغ ذروة أسعار الفائدة الأمريكية وانتهاء حملة التشديد النقدي فى الولايات المتحدة
وبعد بيانات التضخم الرئيسية الصادرة الأسبوع الماضي فى الولايات المتحدة ،تقلصت بشدة احتمالات وجود زيادة أخرى فى أسعار الفائدة الأمريكية خلال دجنبر المقبل
وأصبحت أسواق المالية العالمية أكثر اقتناعًا بقوة فرضية انتهاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالفعل من دورة رفع أسعار الفائدة الأمريكية الحالية بعد الزيادة الأخيرة بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع يوليوز الماضي
وعليه انخفض الدولار الأمريكي لأدنى مستوى فى ثلاثة أشهر مقابل سلة من العملات العالمية ،مع هبوط العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات لأدنى مستوى فى شهرين ، مع ارتفاع واسع النطاق فى معظم أسواق الأسهم العالمية بقيادة أسواق وول ستريت
ومن أجل الحصول على المزيد من الأدلة الواضحة حول قوة فرضية انتهاء دورة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة ،تترقب الأسواق اليوم تفاصيل الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي
و بحلول الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش ،ينشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي تفاصيل الاجتماع الذي عقد أيام 31 أكتوبر الماضي و الأول من نونبر الجاري
و تماشيًا مع التوقعات، أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أسعار الفائدة ثابتة دون أي تغيير عند نطاق (5.25% إلى 5.50%) ،والذي يعد أعلى نطاق منذ عام 2001
ويعد هذا التوقف هو الثاني على التوالي ،والثالث فى غضون الاجتماعات الأربعة الأخيرة ، فى أقوي الإشارات حول بلوغ ذروة أسعار الفائدة الأمريكية وانتهاء حملة التشديد النقدي فى الولايات المتحدة
وقال الاحتياطي الفيدرالي:إن البيانات الحديثة تشير إلى زيادة النشاط الاقتصادي بوتيرة قوية خلال الربع الثالث من هذا العام ،وأنه رغم تباطؤ الوظائف الجديدة غير إن سوق العمل قويًا ومعدل الطالة منخفض ،ولا يزال التضخم فى البلاد مرتفعاً
وأضاف الاحتياطي الفيدرالي: من المرجح أن تؤثر الظروف المالية والائتمانية الأكثر صرامة فى الولايات المتحدة على الأسر والشركات على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم
وتجدر الإشارة هنا إلى أن لجنة السوق المفتوحة أضافت كلمة ”المالية” لبيان السياسة النقدية بعدما كانت تشير فى البيانات السابقة إلى “ظروف الائتمان” فقط
وقال الاحتياطي الفيدرالي : ستأخذ لجنة السوق المفتوحة في الاعتبار التشديد التراكمي للسياسة النقدية، والتأخر الذي تؤثر فيه السياسة النقدية على النشاط الاقتصادي والتضخم، والتطورات الاقتصادية والمالية فى البلاد
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول”: أن لجنة السوق المفتوحة ملتزمة بتحقيق مستهدف التضخم عند المستوى البالغ 2%، وألمح إلى أن الوصول إلى هذا الهدف يستلزم المرور بطريق صعب وطويل
وأضاف باول : إن تكاليف الاقتراض في السوق يجب أن تكون أعلى بشكل مستدام حتى يؤثر ذلك على خيارات السياسة النقدية المستقبلية
و أظهرت بيانات أسعار المستهلكين الأسبوع الماضي تراجعاً تجاوز توقعات السوق خلال أكتوبر ،مع تسجيل التضخم الأساسي أقل وتيرة ارتفاع فى عامين ، مقلصًا الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي
وأظهرت بيانات أسعار المنتجين تراجعاً تجاوز توقعات السوق خلال أكتوبر ،مع تسجيل أقل وتيرة ارتفاع فى نحو ثلاث سنوات ونصف ، فى أحدث مؤشرات انحسار ضغوط التضخم فى الولايات المتحدة
و عقب بيانات التضخم ،تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع 13 دجنبر من 15% إلى صفر% ،و ارتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة بدون أي تغيير من 85% إلى 100 بالمئة
وقال كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة بيرنشتاين لإدارة الثروات الخاصة في نيويورك “روزفلت بومان”:تتوقع الأسواق تخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية في الربعين الأولين من العام المقبل