هل يؤيد تقرير الوظائف وجهة نظر الاحتياطي الفيدرالي فى عدم خفض أسعار الفائدة فى مارس؟
على حسب الأجندة الاقتصادية العالمية، يصدر اليوم الجمعة، تقرير الوظائف الأمريكية، والذي يوفر دليلاً قوياً حول صحة سوق العمل فى الولايات المتحدة ، ويعد أحد المؤشرات الرئيسية التي يعتمد عليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى تحديد أدوات السياسة النقدية الملائمة للتطورات الاقتصادية فى البلاد.
يوضح التقرير عدد الوظائف التي أضافها أو فقدها القطاع غير الزراعي خلال يناير المنصرم، وكذلك نسبة البطالة في الولايات المتحدة، ويتوقع أن يكون للتقرير تأثير كبير على أسواق العملات والأسهم.
سيكون التقرير أيضًا مرجعاً هاماً للمستثمرين و المتداولين في الأسواق المالية ،حيث إنه سوف تسعيرًا جديدًة للاحتمالات القائمة حاليًا حول مستقبل أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة.
وزادت أهمية هذا التقرير ،كونه يأتي عقب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ، والذي جاء أكثر تشددًا عما هو متوقعًا فى الأسواق.
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
تماشيًا مع التوقعات، أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أسعار الفائدة ثابتة دون أي تغيير عند نطاق (5.25% إلى 5.50%) ،والذي يعد أعلى نطاق منذ عام 2001 ،وذلك للاجتماع الرابع على التوالي.
قال الاحتياطي الفيدرالي :أن الاقتصاد الأمريكي يؤدي أفضل من المتوقع ،وهو ما يحملنا على التمهل حيال تغيير مسار أسعار الفائدة ،كما أن الوصول إلى مستهدف التضخم عند 2% يحتاج المزيد من الوقت.
وأضاف الاحتياطي الفيدرالي: لا تتوقع لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب خفض النطاق المستهدف للفائدة حتى تكتسب ثقة أكبر فى أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو المستهدف عند 2%.كما أكدت اللجنة التزامها بشدة بعودة التضخم إلى المستهدف على المدى المتوسط.
وقال الاحتياطي الفيدرالي: إن الآفاق الاقتصادية فى الولايات المتحدة لا تزال غير مؤكدة، وأشار إلى أن لجنة السوق المفتوحة ستظل منتبهة للغاية لمخاطر التضخم فى البلاد.
وتخلي مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن تأكيده السابق بأن أي تشديد إضافي أمر ممكن، واعتمد بدلًا من ذلك عبارة تقييمًا أكثر توارنًا لمسار السياسة النقدية المستقبلية.
جيروم باول
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” يوم الأربعاء :إن أعضاء لجنة السياسة النقدية ملتزمون بعودة التضخم إلى المستهدف عند 2% ،وأشار إلى أن التضخم يتراجع وأن الاقتصاد قوي.وأضاف باول: أن أسعار الفائدة ربما بلغت ذروتها أو بالقرب منها ،وقد يكون من المناسب خفض الفائدة “فى وقت ما”.
وأشار باول إلى أن قوة الاقتصاد الأمريكي فاجأت المحللين فى أكثر من مرة بفضل الطلب القوي من المستهلكين ،ورغم أن سوق العمل تتجه نحو توازن أفضل إلا أن أرقامها لا تزال مرتفعة.
وقال جيروم باول :إن ما يحتاجه البنك المركزي هو أن يثق ”بالكامل” في أن التضخم يتحرك في مسار مستدام نحو المستهدف البالغ 2%. وأضاف : نريد أن نرى مزيدًا من الأدلة على راجع التضخم إلى المستهدف على المدى المتوسط.
وبسؤاله عن احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية في شهر مارس، قال باول: ليس من المرجح أن تصل اللجنة للثقة الكاملة بحلول اجتماع مارس.. لا اعتقد أن هذا هو الاحتمال الأرجح، وعن موعد بدء دورة تخفيف السياسة النقدية وخفض الفائدة، قال باول: كل شيء يعتمد على البيانات.
الفائدة الأمريكية
عقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ،تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع 20 مارس القادم من 52% إلى 35% ، وارتفع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع 1 مايو من 89% إلى 94%.
وتراجع تسعير تلك العقود على مدار هذا الشهر من 80% بالنسبة للخفض فى مارس ومن 98% للخفض فى مايو ،بسبب توالي بيانات اقتصادية قوية فى الولايات المتحدة ،بجانب تعليقات أكثر تشددًا من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويسعر المتداولون أيضًا تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية بحوالي 140 نقطة أساس لعام 2024، بانخفاض عن الرهانات التي تزيد عن 160 نقطة أساس في نهاية عام 2023، وفقًا لتطبيق احتمالية أسعار الفائدة التابع لشركة ل-إس-إي-جي.
وعليه أصبح أهم ما يشغل التجار والمستثمرون حاليًا هو السؤال التالي ..هل يؤيد تقرير الوظائف الأمريكية وجهة نظر الاحتياطي الفيدرالي فى عدم خفض أسعار الفائدة فى مارس القادم؟
تقرير الوظائف
إذا أظهر تقرير الوظائف بيانات قوية، سوف تستمر الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي ،بما سوف يقلص تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس ومايو المقبلين.
تصدر بحلول الساعة 13:30 جرينتش بيانات الوظائف بالقطاع الغير زراعي التوقعات تشير إلي إضافة الاقتصاد الأمريكي 187 ألف وظيفة جديدة فى يناير من إضافة 216 ألف وظيفة في ديسمبر ،مع ارتفاع معدل البطالة إلى مستوي 3.8% من مستوي 3.7% ، ويصدر أيضاً متوسط دخل الفرد بالساعة المتوقع ارتفاع بنسبة 0.3% من ارتفاع بنسبة 0.4% فى ديسمبر.
التوقعات
إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية قوية بأفضل من توقعات السوق ، أمرًا يعطي علامة إيجابية حول مرونة سوق العمل فى الولايات المتحدة ،واستمرار الضغوط عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وعليه سوف يتراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى مارس من 35% إلى دون 20% ،واحتمالات الخفض فى مايو من 94% إلى 80%.
وعليه سوف يرتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية ،وتصعد عائدات السندات الأمريكية ،وتتراجع الأسهم فى وول ستريت.
وإذا جاءت البيانات أسوأ من التوقعات ، سوف يرتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى مارس من 35% إلى 55% ،واحتمالات الخفض فى مايو من 94% إلى 97%.
وحينها سوف يتكبد الدولار الأمريكي خسائر واسعة فى سوق صرف العملات الأجنبية ،مع هبوط عائدات السندات الأمريكية ، وارتفاع الأسهم فى وول ستريت.