هل يؤدي تقرير الوظائف القوي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس ؟
على حسب الأجندة الاقتصادية العالمية، يصدر اليوم الجمعة، تقرير الوظائف الأمريكية، والذي يوفر دليلاً قوياً حول صحة سوق العمل فى الولايات المتحدة ، ويعد أحد المؤشرات الرئيسية التي يعتمد عليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى تحديد أدوات السياسة النقدية الملائمة للتطورات الاقتصادية فى البلاد.
ويوضح التقرير عدد الوظائف التي أضافها أو فقدها القطاع غير الزراعي خلال ديسمبر المنصرم، وكذلك نسبة البطالة في الولايات المتحدة، ويتوقع أن يكون للتقرير تأثير كبير على أسواق العملات والأسهم.
وسيكون التقرير أيضًا مرجعاً هاماً للمستثمرين و المتداولين في الأسواق المالية ،حيث إنه سوف تسعيرًا جديدًا للاحتمالات القائمة حاليًا حول مستقبل أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة.
وزادت أهمية هذا التقرير ،كونه يأتي عقب محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ،والذي تضمن تعليقات أكثر تشددًا عما هو متوقعًا فى الأسواق.
أظهر محضر اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد أيام 12-13 ديسمبر الماضي، أن الأعضاء يرون أن هناك حاجة إلى بقاء أسعار الفائدة عند مستواها الحالي لفترة أطول مما يتوقعونه حالياً.
وأوضح أعضاء الاحتياطي الفيدرالي أن توقعاتهم بشأن تخفيف السياسة النقدية تشير إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة ستكون مناسبة بحلول نهاية هذا العام.
وشدد أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على إتباع ”نهج حذر” حيال قرارات سعر الفائدة فى المستقبل، وأكدوا مرة أخرى أن السياسة النقدية يجب أن تظل مقيدة “لبعض الوقت” حتى يتحرك التضخم بشكل أكثر استدامة نحو الهدف البالغ 2%.
وأظهر المحضر أيضًا أن مسؤولي الاحتياطي مقتنعون بشكل متزايد بأن التضخم أصبح تحت السيطرة ،مع تقلص المخاطرة الصعودية للأسعار ،بجانب تزايد قلقهم من أن السياسة النقدية المفرطة فى التقييد قد تلحق الضرر بالأنشطة الاقتصادية فى البلاد.
عقب هذا المحضر ،تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى مارس القادم من 77% إلى 73% ،واحتمالات الخفض فى مايو من 98.5% إلى 95.5 %.
وعقب بيانات قوية عن وظائف القطاع الخاص الأمريكي خلال ديسمبر ، وانخفاض فاق التوقعات فى طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ، فى أحدث البيانات الدالة على استمرار الظروف المشددة فى سوق العمل الأمريكية.
عقب تلك البيانات ،تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى مارس القادم من 73% إلى 65% ،واحتمالات الخفض فى مايو من 95.5% إلى 92.0 %.
وعليه أصبح أهم ما يشغل التجار والمستثمرون حالياً هو السؤال التالي ..هل يؤدي تقرير الوظائف الأمريكية إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس القادم ؟
إذا أظهر تقرير الوظائف بيانات قوية، سوف تزداد الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي ، بما سوف يقلص تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
تصدر بحلول الساعة 13:30 جرينتش بيانات الوظائف بالقطاع الغير زراعي التوقعات تشير إلي إضافة الاقتصاد الأمريكي 168 ألف وظيفة جديدة خلال ديسمبر من إضافة 199 ألف وظيفة في نوفمبر ،مع ارتفاع معدل البطالة إلى مستوي 3.8% من مستوي 3.7 % ، و يصدر أيضاً متوسط دخل الفرد بالساعة المتوقع ارتفاعاً بنسبة 0.3% من ارتفاع بنسبة 0.4% فى نوفمبر.
إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية قوية بأفضل من توقعات السوق ، أمراً يعطي علامة إيجابية حول مرونة سوق العمل فى الولايات المتحدة ،واستمرار الضغوط عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وعليه سوف يتراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى مارس من 65% إلى دون 50% ،واحتمالات الخفض فى مايو من 92% إلى 75%.
وعليه سوف يرتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية ،وتصعد عائدات السندات الأمريكية ،وتتراجع الأسهم فى وول ستريت.
وإذا جاءت البيانات أسوأ من التوقعات ، سوف يرتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى مارس من 65% إلى 85% ،واحتمالات الخفض فى مايو من 92% إلى 99%.
وحينها سوف يتكبد الدولار الأمريكي خسائر واسعة فى سوق صرف العملات الأجنبية ،مع هبوط عائدات السندات الأمريكية ، وارتفاع الأسهم فى وول ستريت.