العملات

هل حان وقت الاستثمار فى الين الياباني؟

يتزايد الاهتمام بسوق العملات كوجهة استثمارية جذابة في ظل ‏التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية المتصاعدة ،حيث يبحث ‏المستثمرون باستمرار عن أفضل الفرص للاستثمار فى هذا السوق ‏الديناميكي ، بهدف تحقق عوائد جيدة فى فترات زمنية قصيرة.‏

وفى هذا السياق ،يبرز الين الياباني كفرصة استثمارية مثيرة ‏للاهتمام ،خاصة مع اقتراب بنك اليابان من إجراء تغيير جذري فى ‏سياسته النقدية والتخلي عن أسعار الفائدة السلبية.‏

تلك التحركات والتغييرات المحتملة في سياسة البنك المركزي ‏الياباني سوف تفتح الباب أمام تحولات كبيرة في أداء الين خلال ‏عام 2024‏‎.‎

ولذلك تتصدر صفقات شراء الين وبيع السندات اليابانية توصيات ‏مديري صناديق الاستثمار العالمية لعام 2024.‏

وتراهن شركات إدارة الثروة بقوة على أن هذا العام سيكون مختلفًا ‏بالنسبة للين الياباني ،خاصة إذ أعلن بنك اليابان المركزي‎ ‎في نهاية ‏المطاف عن إنهاء سياسة سعر الفائدة السلبية‎.‎

توقع مراقبون، بشكل متزايد، أن يصل البنك المركزي الياباني‎ ‎إلى ‏الرقم المستهدف للتضخم عند 2% على المدى المتوسط، مع توقع ‏أغلبية متزايدة أن السلطات ستُنهي آخر نظام سعر فائدة سلبي ‏في العالم بحلول إبريل المقبل.‏

يتوقع معظم الاقتصاديين أن يحتفظ البنك المركزي الياباني ‏بسياسة التحكم في معدل الفائدة السلبي ومنحنى العائد عندما ‏يجتمع يومي 18 و 19 مارس الجاري ،على أن يبدأ البنك فى رفع ‏سعر الفائدة على المدى القصير بداية من اجتماع أبريل.‏

وذكرت مصادر لوكالة “رويترز” إلى أن عددا متزايدا من صنّاع ‏السياسة فى بنك اليابان‎ ‎يؤيدون فكرة إنهاء أسعار الفائدة السلبية ‏فى أقرب وقت ممكن، وسط توقعات بأن تسفر مفاوضات الأجور ‏السنوية العام الجاري عن نتائج قوية‎.‎

وتتزايد التوقعات بقيام المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة للمرة ‏الأولى منذ عام 2007 في اجتماع أبريل القادم،حيث يدعم ارتفاع ‏الأجور والتضخم المطرد اتخاذ هذه الخطوة‎.‎

ويدرس بنك اليابان إلغاء برنامج التحكم في منحنى العائد وشراء ‏الأصول ذات المخاطر العالية‎.‎

‎ ‎قال كبير اقتصاديي السوق في شركة ميزوهو للأوراق المالية ” ‏ياسوناري أوينو”: السيناريو الأفضل هو نهاية المعدل السلبي في ‏إبريل”. وأضاف: “مع ذلك، لا تزال هناك فرصة ضئيلة لإلغاء هذه ‏الخطة حتى مارس، حيث يريدون إنجاز واجباتهم في أقرب وقت ‏ممكن نظرا لعدم اليقين في الأسواق المالية والمناخ السياسي.‏

قال كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني “رودريجو ‏كاتريل”: ما زلنا متشككين في أننا سنشهد تحركًا كبيرًا من بنك ‏اليابان عندما يجتمع لمناقشة السياسة النقدية فى مارس.‏

وأضاف كاتريل:هناك احتمال أن يفعلوا شيئًا ما من خلال‎(YCC)‎‏ ‏‏”التحكم في منحنى العائد‎”‎‏ لكن أعتقد أن الابتعاد عن أسعار ‏الفائدة السلبية يجب أن ينتظر اجتماع أبريل حيث سيكون هناك ‏المزيد من المعلومات المتاحة.‏

وأوضح كاتريل:لكن من الصعب تجاهل كل إشارات الدخان ‏القادمة،علينا أن نأخذ ذلك على أنه يعني أن الأمر قد يكون أقرب ‏قليلاً مما كنا نعتقد سابقًا.‏

يتوقع الاقتصاديون والمستثمرون أن يقوم بنك اليابان بإلغاء آخر ‏سعر فائدة سلبي متبقي في العالم إما فى مارس أو في أبريل. ‏تكتسب الرهانات على اجتماع 18-19 مارس زخمًا مع ظهور تقارير ‏تفيد بأن بعض مسؤولي بنك اليابان يفضلون تحركًا مبكرًا بينما ‏يدعم بعض المسؤولين الحكوميين أيضًا رفع سعر الفائدة.‏

يمثل تراجع أسعار السندات اليابانية الوجه الآخر لصعود سعر ‏صرف الين. تقدمت عوائد السندات في الشهور الأخيرة بعد أن ‏خفف بنك اليابان المركزي من سياسة التحكم في منحنى العائد، ‏وإن كان ذلك بقدر محدود‎.‎

تتزايد التكهنات بأن بيع سندات اليابان بمعدلات كثيفة قد تنطلق ‏فعليًا في عام 2024 مع ضغوط ارتفاع معدل التضخم التي تدفع ‏بنك اليابان إلى مواصلة تشديد السياسة النقدية‎.‎

تطبيع السياسة النقدية اليابانية يجعل عائدات اليابان من العملة ‏هدفًا استثماريًا للمشترين على المكشوف وتمويل الصفقات ،وهو ‏ما يؤدي إلى ارتفاع سعر صرف الين الياباني.‏

قال رئيس قسم الأصول المتعددة فى أليانز جلوبال إنفستورز ” ‏زيجيان يانغ”والذي يحتفظ بمركز استثماري كبير في الين مقابل ‏الدولار الأمريكي: استمر تقييم الين عند مستوى منخفض للغاية ‏مدة طويلة، ونعتقد أنه ينبغي أن تظهر نقطة تحول في هذا ‏الموقف فى وقت قريب جدًا.‏

لا تنفرد شركة أليانز بالرهان على صعود الين ،فقد أعلنت شركة ‏‏”باسفيك إنفستمنت مانجمنت” الشهر الماضي أنها تشتري الين ‏مراهنة على تعرض بنك اليابان المركزي لضغوط تدفعه إلى ‏تشديد السياسة النقدية في ظل تسارع معدل التضخم فى البلاد.‏

ولنفس الأسباب تتوقع شركة “آر بي سي بلو باي أسيت مانجمنت” ‏أيضًا ارتفاع العملة اليابانية على مدار هذا العام مقابل معظم ‏العملات الرئيسية والثانوية.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى