هل تختفي “ثقافة الادخار” من المغرب؟ و هل التحولات الاقتصادية والاجتماعية تُغيّر سلوكيات الأسر ؟
تاريخ المغرب تشكّل بصورة عميقة بسبب الصعاب والتحديات التي عاشها الناس، من الجفاف والمجاعات إلى الأوبئة والحروب.
هذه الأحداث لها تأثير كبير على الوضع الاقتصادي للعائلات، دفعتهم إلى اتباع ممارسات خاصة في التدبير المالي والادخار. سعوا لمواجهة الصعاب والطوارئ، وحتى للاحتفال بالمناسبات الدينية مثل عيد الأضحى بإنفاق إضافي.
بينما يجتهد الكثيرون من أرباب الأسر المغربية لاقتناء الأضحية وإضفاء الفرحة على أسرهم بمناسبة العيد، يتبين أن هناك تراجعاً في ثقافة الادخار لصالح الاستدانة من أجل شراء الأضاحي. هذا التحول يعود جزئياً إلى التغيرات في بنية الأسرة والظروف الاقتصادية.
من خلال الأرقام التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط، يتبين أن عدداً كبيراً من الأسر تعاني من تدهور في مستوى المعيشة، وتعتمد بشكل متزايد على الاقتراض لتلبية احتياجاتها. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الفترة القادمة.
ثقافة الادخار كانت جزءاً أساسياً من التدبير المالي في المجتمع المغربي، إلا أنها تتراجع بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية.
الاقتراض لشراء الأضاحي أصبح خياراً شائعاً بين الأسر غير القادرة على الادخار، مما يعكس تحولاً في السلوك المالي.
تقاليد الادخار والتوفير في المناسبات الدينية مثل عيد الأضحى كانت جزءاً من الثقافة القديمة للمغاربة. لكن مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، تتغير هذه العادات.
ويعتبر الآن الاقتراض بديلاً شائعاً للادخار، مما ينعكس على التوجهات المالية والثقافية في المجتمع.
من المهم إعادة إحياء ثقافة الادخار في المجتمع المغربي، لأنها تمثل جزءاً أساسياً من الاستقرار المالي والاجتماعي. تعزيز هذه الثقافة يتطلب توعية الأسر وتشجيعها على التوفير والتخطيط المالي لتجنب الاقتراض الزائد والتحمل المالي الزائد.