نزهة حيات: تعزيز التعاون الإقليمي والتمويل المستدام لتحقيق استقرار الأسواق المالية الإفريقية
أكدت نزهة حيات، رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل، خلال مشاركتها في القمة المالية الإفريقية 2024، المنعقدة في الدار البيضاء، أن التعاون الإقليمي والتمويل المستدام هما ركيزتان أساسيتان لضمان استقرار الأسواق المالية الإفريقية وتعزيز تنافسيتها.
وأشارت حيات إلى أن إفريقيا، بتعدد بورصاتها والمبادرات الإقليمية المتنوعة، تحتاج إلى مقاربة مبتكرة وفعّالة لتحقيق التكامل الاقتصادي والمالي بين دول القارة.
وأوضحت أن مبادرة منصة التداول الخاصة بمشروع ربط البورصات الإفريقية (AELP)، التي تم إطلاقها مؤخرًا، تعد نموذجًا ناجحًا للإجابة على الاحتياجات المتزايدة للمستثمرين الأفارقة ورغبتهم في تكامل أسواقهم.
هذه المنصة، بحسب حيات، تسهم بشكل كبير في تعزيز التنسيق بين بورصات القارة وتعد خطوة مهمة نحو إنشاء سوق رساميل إفريقي شامل يلبي متطلبات المستثمرين والاقتصادات المحلية.
من جهة أخرى، ركزت حيات على أهمية دور الهيئات التنظيمية في تعزيز استقرار الأسواق المالية، مشيرة إلى أن التنسيق الإقليمي الفعال يساعد في حماية المستثمرين وضمان فاعلية الأسواق.
وأضافت أن نجاح الأسواق المالية يعتمد على الالتزام بالمعايير الدولية، مشددة على ضرورة جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة من دول إفريقيا الأخرى، من خلال تبني سياسات وحوكمة تتماشى مع أفضل المعايير العالمية.
كما استعرضت رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل مجموعة من الإنجازات التي حققتها الهيئة، بما في ذلك الإصلاحات الهامة التي شملت إنشاء سوق بديل مخصص للمقاولات الصغيرة والمتوسطة في بورصة الدار البيضاء، ومراجعة القوانين المنظمة لصناديق الاستثمار.
وقالت إن هذه المبادرات تهدف إلى تشجيع الاستثمارات في القطاعات الواعدة ودعم البنية التحتية الاقتصادية ليس فقط في المغرب، ولكن في المنطقة ككل.
كما أشارت إلى إطلاق سوق العقود الآجلة في المغرب، وهو خطوة استراتيجية في إفريقيا، حيث إن هذه الأسواق تعتبر قليلة التواجد في القارة.
وأضافت أن عملية الإطلاق تمت بشكل تدريجي، مع ضمان احترام المعايير الدولية في مجال الحكامة والتنظيم، بالتعاون مع خبراء دوليين.
وفي ختام كلمتها، أكدت نزهة حيات على تعزيز التعاون الإقليمي من خلال شراكات الهيئة مع منظمات دولية مثل المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO) واللجنة الإقليمية لإفريقيا، إلى جانب الشراكات مع ألمانيا والشرق الأوسط (AMERC).
تنعقد الدورة الحالية للقمة المالية الإفريقية تحت شعار “حان وقت القوى المالية الإفريقية”، وهي أول مرة تُعقد في المغرب، حيث يشارك فيها فاعلون رئيسيون من القطاع الخاص وممثلون عن الحكومات، لمناقشة استراتيجيات تعزيز التمويل الإفريقي كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والنمو المستدام.