ميثاق الاستثمار الجديد وكأس العالم 2030 يُعزّزان النمو و انتعاشة قوية لقطاع البناء في المغرب
قطاع البناء في المغرب يشهد حالة من الانتعاش البارز قد يمتد لسنوات، وذلك بفضل زخم ميثاق الاستثمار الجديد الذي أطلقته الحكومة والاستعدادات لاستضافة كأس العالم في نهاية هذا العقد. هذا الانتعاش يعكس إيجابياً على شركات البناء التي تعاني من تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة.
محمد محبوب، رئيس الاتحاد الوطني للبناء والأشغال العمومية، أشار إلى أن “قطاع البناء في المغرب يشهد انتعاشاً ملحوظاً منذ أشهر،” حيث ارتفعت مبيعات الإسمنت بصفتها مؤشراً رئيسياً لهذا الانتعاش. يسهم قطاع البناء بنسبة تقدر بحوالي 6% في الناتج المحلي الإجمالي.
الزخم المسجل في المشاريع الاستثمارية، بفضل ميثاق الاستثمار الجديد، يؤثر إيجابياً مباشرة على قطاع البناء. وفقاً لمحبوب، بدء العمل في العديد من المشاريع الكبرى في قطاعي البنية التحتية والعقارات السكنية يعد بأن يكون له تأثير إيجابي يمتد لسنوات على القطاع بأكمله.
يعمل قطاع البناء والأشغال العمومية في المغرب على توظيف نحو 1.2 مليون شخص، ويعتمد على حوالي 7000 شركة مرخصة في هذا المجال لتنفيذ المشاريع الحكومية.
تشهد المشاريع الحكومية في البنية التحتية ارتفاعاً بنسبة 42% على أساس سنوي في العام الحالي، حيث وصلت قيمتها إلى 64 مليار درهم (6.3 مليار دولار). تشمل هذه المشاريع قطاعات متنوعة كالمياه، والموانئ، والطرق، والمباني الحكومية.
مبيعات الإسمنت وصلت إلى 5.5 مليون طن بنهاية مايو، بارتفاع نسبته 7.31% على أساس سنوي، مما يعكس استمرارية النشاط في قطاع إنتاج الإسمنت.
ويتوقع أن تستمر مبيعات الإسمنت في الارتفاع خلال السنوات القادمة، مع توقعات بنمو متوسط سنوي يبلغ 4.8% على مدى خمس سنوات.
أمين مرنيسي، الخبير في القطاع العقاري، يرى أن “عام 2024 سيكون فرصة للقطاع بعد سنوات من التحديات التي واجهتها شركات البناء في المغرب.”
و يتوقع مرنيسي استمرار الأداء الإيجابي لقطاع البناء حتى عام 2030، مشيراً إلى أن الحراك الحالي يمكن أن يستمر حتى بعد ذلك الحين، نظراً لوجود مشاريع ضخمة في البنية التحتية تُنفذ بشراكات بين القطاعين العام والخاص.
يشدد مرنيسي على أن برنامج الدعم المالي الحالي سيعزز من مساهمة العقار السكني في قطاع البناء، معززاً الطلب على الوحدات السكنية ودعم مشاريع المطورين العقاريين على مدى فترة برنامج الدعم الذي يمتد لأربع سنوات.
باختصار، يعبر قطاع البناء في المغرب عن حالة من الانتعاش والتفاؤل، مع توقعات بمواصلة النمو والتطور على المدى البعيد، مدفوعاً بمشاريع استثمارية كبيرة ودعم حكومي مستمر.