موسم البطيخ الأحمر بالمغرب: خسائر فادحة بسبب الآفات والجفاف
يواجه موسم البطيخ الأحمر بالمغرب خلال العام الحالي صعوبات جمة أدت إلى توقف الحصاد في العديد من المناطق، وانخفاض حاد في الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية.
و اختفت هذه الفاكهة تقريبًا من الأسواق المحلية والتصديرية، مما أثار قلق المزارعين والمصدرين على حدٍ سواء.
و يُعزى هذا التراجع في الإنتاج بشكل رئيسي إلى انتشار حشرة المن، خاصة في منطقة تارودانت، حيث تضرر جزء كبير من المحصول.
لمواجهة هذه الأزمة، قامت بعض الشركات، مثل شركة لزراعة البطيخ في تارودانت، بشراء محاصيل البطيخ من مناطق أخرى في المغرب، مثل الغرب ومكناس وبركان، وذلك لتلبية طلبات العملاء في السوق المحلية والتصديرية.
ولكن، تواجه زراعة البطيخ بالمغرب تحديًا آخر، وهو قلة المياه، حيث خفضت الحكومة المساحات المخصصة لهذه الزراعة من 5 آلاف هكتار إلى حوالي ألفي هكتار، كجزء من جهود ترشيد استهلاك الماء في ظل الجفاف الذي يضرب البلاد منذ ست سنوات.
لمواجهة هذه التحديات، تستعين بعض الشركات بخبراء من الخارج، مثل إيطاليا، لتعلم تقنيات مبتكرة لتحسين جودة المحاصيل وتقليل الخسائر.
كما تُبذل جهود للاستفادة من الخبرة الهولندية في تقليل استهلاك الماء في إنتاج البطيخ، حيث تمكن الهولنديون من تحقيق استهلاك 5 لترات فقط من الماء لكل كيلوغرام من البطيخ.
تُواجه صادرات المغرب من البطيخ منافسة قوية من دول مجاورة مثل السنغال وموريتانيا، اللتان باتتا تُنافسان المغرب في هذا المجال.
و أوضح الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أن موريتانيا قد تفوقت على المغرب في إنتاج البطيخ، بمساعدة من فلاحين ومستثمرين مغاربة، لتصبح موريتانيا أكبر منتج للبطيخ في المغرب العربي.
و يُواجه موسم البطيخ الأحمر بالمغرب تحديات كبيرة هذا العام، منها انتشار حشرة المن، وقلة المياه، ومنافسة قوية من الدول المجاورة.
وتبذل الجهات المعنية جهودًا لمواجهة هذه التحديات، من خلال الاستعانة بتقنيات جديدة، وتعلم خبرات الدول الأخرى، ولكن يبقى مستقبل هذه الزراعة في المغرب مرهونًا بنجاح هذه الجهود، وإيجاد حلول فعالة لمشكلة قلة المياه.