مخاوف إسبانية من تحالف مغربي صيني..ميناء الناظور الجديد يُهدد هيمنة فالنسيا والجزيرة الخضراء
تثير مخاوف بين الإسبان مخططات لتكوين تحالف استراتيجي بين المغرب والصين لتشغيل ميناء الناظور – غرب المتوسط اعتباراً من العام المقبل، وهو ما يهدد بخلق منافسة شديدة لميناءَي الجزيرة الخضراء وفالنسيا الإسبانيين، بالإضافة إلى الآثار السلبية المحتملة على مدينة مليلية التي تخضع حالياً لسيادة مدريد.
ذكرت صحيفة “إلكونفدينشال” الإسبانية عن تواصل بين المغرب وشركة “كوسكو” الصينية، رابع أكبر شركة شحن ملاحي للحاويات في العالم والتابعة للدولة، لتولي إدارة ميناء الناظور الجديد الذي يبعد 50 كيلومترا فقط عن مليلية. يهدف ذلك إلى تحقيق تكامل مع ميناء طنجة – المتوسط، وبالتالي تعزيز سيطرة المغرب على نشاط الشحن البحري في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن الميناء، الذي تبلغ تكلفته مليار يورو، سينافس بشكل مباشر ميناءَي الجزيرة الخضراء وفالنسيا الإسبانيين، واللذين تستثمر إسبانيا حالياً في توسيعهما بشكل رئيسي في خدمات الشحن. وقد بدأ التواصل بشكل فعلي مع المسؤولين الصينيين الذين يمتلكون معرفة جيدة بالموانئ الإسبانية.
يعتبر ميناء طنجة – المتوسط بالفعل منافساً قوياً لميناءَي الجزيرة الخضراء وفالنسيا، حيث استطاع المغرب بفضل موقعه الجغرافي وأسعاره المنخفضة وخدماته الاستثنائية المنافسة بقوة في سوق الشحن. وهو يسعى لاستقطاب استثمارات كبيرة لشركات عالمية متعددة الجنسيات.
في (فبراير) الماضي، أعلنت “كوسكو” الصينية افتتاح مكتب فرعي جديد في المغرب، بالتحديد في الدار البيضاء، وذلك في إطار تزايد الأهمية التجارية لشمال أفريقيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي كجزء من استراتيجية المجموعة “الممر الكبير و3 شبكات”. تسعى الشركة لربط أوروبا بباقي قارات العالم عبر ثلاثة محاور، منها النقل البحري والسكك الحديدية وشبكات النقل والتوزيع.
تشمل البنية التحتية للميناء في مرحلته الأولى حاجزاً رئيسياً بطول 4200 متر وحاجزاً مينائياً ثانوياً بطول 1200 متر، إضافة إلى محطة لمعالجة الحاويات برصيف طوله 1520 متر وعمق مياه 18 متراً، ومساحة تبلغ 76 هكتاراً مع إمكانية إضافة رصيف إضافي للحاويات. تتيح هذه البنية القدرة على معالجة 3 ملايين حاوية سنوياً بالإضافة إلى الشحنات الأخرى كالمحروقات والفحم والبضائع المختلفة.