مجموعة العشرين تدفع نحو ضريبة عالمية على مليارديرات العالم لمعالجة التحديات العالمية
في خطوة تاريخية، أعلنت مجموعة العشرين خلال اجتماعها في ريو دي جانيرو، البرازيل عن دعمها لفكرة فرض ضريبة عالمية على مليارديرات العالم، بهدف تقليص الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء ومعالجة القضايا العالمية الملحة.
تأتي هذه الخطوة في ظل تقارير تشير إلى أن الثروة المجمعة لأغنى 10 أشخاص في العالم تجاوزت 1.75 تريليون دولار.
البرازيل، بقيادة الرئيس لولا دا سيلفا، تقود المبادرة بمقترح فرض ضريبة بنسبة 2% سنويًا على أصول المليارديرات. ومن المتوقع أن يحقق هذا المقترح إيرادات تقدر بنحو 250 مليار دولار سنويًا.
ويخطط لتخصيص هذه الأموال لمواجهة الجوع العالمي، التغير المناخي، وحل النزاعات الدولية.
يتزامن هذا التوجه مع تصاعد التحديات المالية العالمية، مما دفع دولاً مثل الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، وسويسرا إلى دراسة فرض ضرائب مماثلة على أصحاب الثروات الكبرى. كما عزز الرئيس الأمريكي جو بايدن الزخم بالإعلان عن مساهمة قياسية بقيمة 4 مليارات دولار لصندوق المؤسسة الدولية للتنمية.
ورغم أن تطبيق الضريبة سيطال حوالي 3,000 ملياردير فقط حول العالم، إلا أن التوقعات تشير إلى أن تأثيرها سيكون عميقًا، مما قد يمثل تحولًا جوهريًا في السياسات الضريبية العالمية. ويرى الخبراء أن هذا التوجه يعكس إدراكًا متزايدًا بأن عدم المساواة في الثروة يشكل تهديدًا للنمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي على المدى الطويل.
لكن تحقيق هذا الهدف يواجه تحديات كبيرة، إذ لا تزال تفاصيل التنفيذ غامضة، مع غياب جدول زمني محدد وتصاعد المعارضة من بعض الدول. وسيعتمد نجاح المبادرة على تنسيق دولي قوي وإرادة سياسية للتغلب على العقبات التشريعية والاقتصادية.
الخطوة المرتقبة تمثل اختبارًا حاسمًا لقدرة قادة العالم على تطبيق سياسات جريئة تستهدف مواجهة التفاوتات العالمية، وربما تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الدولي لتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية.