ما هي الشمولية في مكان العمل؟ وكيف تخدم المؤسسة؟
تعمل المؤسسات بجد لاستقطاب مرشحين متنوعين، ما يؤكد على تنوّع الفكر وتمثيل المجتمعات التي يخدمونها لكن في غياب بيئة تتسم بالشمولية، سيغادر هؤلاء الموظفون المتنوعون.
ولا شكّ أن احتضان الشمولية أمر ضروري للقيادة الفعالة في أماكن العمل المتنوّعة اليوم، أذ إن خلق بيئة شاملة يعني ضمان شعور الجميع بالاحترام والتقدير والقدرة على المساهمة بأفضل ما لديهم، بغض النظر عن خلفياتهم، وهذا يعزز رضا الموظفين وإنتاجيتهم، ويدفع الابتكار والنجاح التنظيمي.
وفي المقابل، يمكن أن يؤدي إهمال الشمولية إلى حدوث فجوة في التواصل ما يؤثر على ديناميات الفريق، ويؤدي إلى ارتفاع معدلات دوران الموظفين.
يضطلع القادة بدور مهم في تعزيز الشمولية داخل مؤسساتهم من خلال ترسيخ الثقافة والتأثير على السلوكيات.
في هذا التقرير، سنناقش الاستراتيجيات الأساسية لتعزيز الإدماج في مكان العمل، بهدف خلق بيئة يشعر فيها كل فرد بالاحترام والتقدير والتمكين للمساهمة بأفضل ما لديه.
3 استراتيجيات أساسية لتعزيز الدمج في مكان العمل |
|
الإصغاء للموظفين بفعالية وإظهار التعاطف |
– يُعد إظهار التعاطف من خلال الاستماع الفعّال للموظفين أمرًا بالغ الأهمية لخلق الشمولية. – من خلال ممارسة الاستماع الفعال، يتفهم القادة مشاعر الموظفين ووجهات نظرهم، ما يعزز شعورهم بالانتماء والثقة. – تُظهر الأبحاث أن التعاطف يعزز فعالية القيادة من خلال تحسين التواصل والعلاقات، كما أنه يعزز الرفاهية والتنوع لتعزيز الفعالية التنظيمية. |
التحلي بعقلية متفتحة على وجهات النظر الثقافية المتنوعة
|
– في مجتمعنا المتنوع، يجب أن يتبنى القادة وجهات نظر متعددة في مكان العمل مع فهم وجهات نظرهم الخاصة فيما يتعلق بالآخرين. – فعندما يعطي القادة الأولوية لمنظورهم الثقافي باعتباره الحقيقة المطلقة، فمن الممكن أن يرفضوا أو يتجاهلوا اختلافات الآخرين. – وهذا النهج يعيق التواصل والتعاون الفعّالين، ما يعيق إرساء بيئة عمل شاملة حقا. – في المقابل، عندما يتبنى القائد التنوع الثقافي ويعزز حب الاستطلاع والتقدير لوجهات النظر المتنوّعة، يمكن أن يشعر الآخرين بالقبول. – يجب على القادة تبني عقلية منفتحة تعترف بصدق بالفروق الثقافية وتفهمها. – ولا يقتصر هذا النهج على تعزيز التعاطف والشمولية فحسب، بل يعزز أيضًا الرفاه من خلال خلق بيئة يشعر فيها الأفراد بالتقدير والتفهم. – ومن خلال تبني عقلية منفتحة على الاختلافات، يستطيع القادة التنقل بفعالية بين الفروق الثقافية الدقيقة، وتركيز وجهات نظر متعددة، وتعزيز الانتماء. |
تحدي التحيزات
|
– يُعد التحيز جانبًا فطريًا لدى الإنسان، ويتأثر بالتنشئة والخلفية الثقافية والأعراف الاجتماعية ووسائل الإعلام. – يجب على القادة تحدي تحيزاتهم باستخدام استراتيجية تقوم على 3 خطوات: 1- الاعتراف بالتحيز: إن التعرف على التحيزات هو مجرد خطوة أولى للقادة، ومن خلال التوقف للاعتراف بالتحيزات، يمكن للقادة أن يتحلوا بالتواضع ويصبحوا على وعي بالتحيزات قبل التصرف بناءً عليها. 2- الإقرار بها: بدلاً من رفض التحيزات أو إنكارها أو الدفاع عنها، يجب على القادة الاعتراف بوجودها. يُظهر الاعتراف البسيط بالتحيز وعيًا متزايدًا لمنع حوادث التحيز في المستقبل ويعزز استعادة العلاقة. 3- المعالجة: تتضمن معالجة التحيز الاعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤولية وتنفيذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها. يجب على القادة التفكير في معتقداتهم المتحيزة، وتبني الملاحظات لتعزيز النمو الشخصي والفهم. |
إن الرحلة نحو الشمولية ليست مجرد مهمة، لكنّها تحول أساسي ومسؤولية رئيسية تقع على عاتق القادة، ومن خلال الإصغاء الفعال والتعاطف، واحتضان وجهات نظر ثقافية متنوعة، وتحدي التحيزات، يمكن للقادة تهيئة بيئة يشعر فيها كل فرد بالاحترام والتقدير والاندماج.