ما سبب الثورة العالمية في استثمارات الرياضة؟
شهد عالم الرياضة تحولًا جذريًا في طريقة متابعتنا للأحداث الرياضية، فبينما تجمعنا البطولات الكبرى، مثل بطولة أوروبا والألعاب الأولمبية، في لحظات حماس مشترك، إلا أن طرق متابعتنا للرياضة أصبحت أكثر مرونة وتنوعاً.
– فقد توسعت دائرة الرياضات التي نشاهدها على حد سواء، ففي الولايات المتحدة، مثلاً، شهدت رياضات مثل كرة القدم الأمريكية والكرة الطائرة رواجاً كبيراً، مع انطلاق أول موسم لاتحاد الكرة الطائرة للمحترفين هذا العام.
– وعلى الصعيد العالمي، تشهد كرة القدم النسائية نمواً متسارعاً، ليس فقط على مستوى المشاركة النسائية في اللعبة، بل أيضاً على مستوى الإيرادات التي حققتها أفضل الفرق النسائية في أوروبا العام الماضي بفضل زيادة قاعدة جماهيرها.
– وفي الماضي القريب، كانت الرياضة المدرسية مقتصرة على عدد محدود من الأنشطة، أما اليوم، فقد تحولت إلى ظاهرة عالمية، حيث تتنافس المدارس والجامعات والفرق المحترفة على المستوى الدولي.
– لقد غيّر هذا التوسع الكبير في الأنشطة الرياضية، مدفوعًا باستثمارات ضخمة من قِبل الشركات والدول، وجه الرياضة بشكل جذري.
– وبالتوازي مع ذلك، ارتفعت شعبية الرياضات المختلفة، وامتدت الدوريات الرياضية العالمية إلى أرجاء جديدة من العالم.
– على سبيل المثال، يستثمر الدوري الأمريكي للمحترفين بكثافة في إفريقيا، بينما يتوسع الدوري الوطني لكرة القدم في أسواق جديدة كألمانيا والمكسيك. وبطبيعة الحال، تجذب هذه العولمة المتسارعة للرياضة اهتمامًا واستثمارات ضخمة.
– في الوقت نفسه، يشهد عالم الرياضة تحولًا كبيرًا في طريقة استهلاك المحتوى، حيث يتجه الجمهور نحو استهلاك الرياضة بشكل فردي عبر المنصات الرقمية كاليوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي.
– وفي السياق ذاته، تشير الدراسات إلى أن الأجيال الشابة تفضل بشكل واضح مشاهدة الرياضة عبر المنصات الرقمية مقارنة بالبث المباشر التقليدي.
– أصبحت منصات التواصل الاجتماعي هي الساحة الرئيسية لمشاركة المحتوى الرياضي، والتفاعل مع الجماهير، وبناء مجتمعات من المشجعين حول الفرق والألعاب المفضلة.
– ومع ذلك، تثير بعض الدراسات تساؤلات حول مدى ارتباط الأجيال الشابة بهوية المشجع الرياضي التقليدية، مقارنة بالأجيال السابقة.
– إن هذا الجيل الجديد من المشجعين يفرض تحديات جديدة على صناع المحتوى والعلامات التجارية، حيث يميلون بشكل أكبر إلى بناء علاقات مباشرة مع الرياضيين الأفراد عبر منصات التواصل الاجتماعي، بدلاً من الارتباط بالفرق بشكل تقليدي.
– تفتح هذه الديناميكيات المتغيرة آفاقًا جديدة ومثيرة للشركات الناشئة العاملة في مجال الرياضة، وتدعو الشركات الكبرى إلى الاستثمار في الابتكار والتطوير في هذا القطاع الواعد.
الفرص الواعدة التي تنتظر قطاع الاستثمار الرياضي |
|
1- يمكن للعلامات التجارية الصغيرة أن تحقق رواجًا دون إهدار المال |
– لم يعد من الضروري أن تكون شركة عملاقة لتترك بصمة في عالم الرياضة والأزياء. – فمع تنوع الرياضات وظهور منصات جديدة، أصبحت العلامات التجارية الناشئة قادرة على تحقيق نجاح باهر دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة على الإعلانات التقليدية. – ففي الماضي، كان إطلاق علامة تجارية جديدة يتطلب ميزانية ضخمة تصل إلى 40 مليون دولار، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإعلان وتحديد الجمهور المستهدف، أما اليوم، فقد تغير المشهد تمامًا. – الآن، يمكن لعلامة تجارية غير معروفة نسبيًا، مثل صانع الملابس الرياضية Vuori، أن تكتسب زخمًا من خلال العمل مع رياضية مثل لاعبة الجمباز ليفي دون. – هذه علامة تجارية لم يسمع بها أحد قبل بضع سنوات، والتي كانت قادرة على إحداث تأثير جيد في السوق بسرعة كبيرة، دون إنتاج إعلان تلفزيوني لامع بقيمة 2 مليون دولار. – إن التعاون الأصيل مع رياضي يمكن أن يكون أكثر أهمية وفعالية من إعلان بميزانية كبيرة. |
2- تُستبعد الفرق الرياضية من التواصل المباشر مع الجماهير وتبحث عن طريقة للتواصل
|
– في الوقت الذي يتزايد فيه تفاعل الرياضيين مع الجماهير عبر المنصات الرقمية، تتسع الفجوة بين الفرق الرياضية وجماهيرها الحقيقية. – فمع سيطرة الوسطاء على تجربة المشجع، أصبحت الفرق أقل قدرة على فهم احتياجات جمهورها وتقديم تجربة مخصصة. – تسعى الفرق جاهدة لاستعادة هذه العلاقة المباشرة، ولكنها تواجه تحديات كبيرة في الحصول على البيانات اللازمة. – في ظل هذا المناخ، تشهد صناعة الرياضة نموًا ملحوظًا لشركات ناشئة متخصصة في تحليل البيانات والتسويق الرياضي. – تقدم هذه الشركات حلولاً مبتكرة تمكن الفرق من فهم جمهورها بشكل أعمق والتفاعل معه بشكل أكثر فعالية. – غني عن القول أن الفرق الرياضية التي تتجاهل هذه الشركات الناشئة تفوت فرصة ذهبية لبناء قاعدة جماهيرية قوية ومخلصة. |
3- بات الرياضيون أكثر قيمة من ذي قبل – مما يعني المزيد من الاستثمار في إدارة الأداء والرفاهية
|
– قبل عقد من الزمان، كان العامل الحاسم في الاستثمارات الرياضية مركّزًا بالكامل على تجربة الجماهير وتفاعلهم. – أما اليوم، فقد تحول الاهتمام بشكل ملحوظ نحو أداء اللاعبين أنفسهم. – على سبيل المثال، ابتكرت إحدى الشركات موادّ مبتكرة تعتمد على تقنية الأشعة تحت الحمراء، ويمكن تحويلها إلى ملابس رياضية قادرة على امتصاص الضوء المرئي وحرارة الجسم وغيرها من أشكال الطاقة من البيئة المحيطة، وتحويلها إلى أشعة تحت الحمراء يتم ضخها في عضلات الرياضي. – تعمل هذه الموجات على تحفيز تفاعلات كيميائية حيوية تعزز مرونة اللاعبين، وتزيد من تدفق الدم، وتقلل من احتمالية الإصابات. – علاوة على ذلك، فإن غياب نجم رياضي عن الملاعب لفترة طويلة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأداء المالي للفريق. – فعندما انتقل ليبرون جيمس إلى فريق لوس أنجلوس ليكرز، ارتفعت أسعار تذاكر المباريات بشكل ملحوظ، ولكنها عادت وانخفضت عند غيابه بسبب الإصابة. – ولهذا السبب، تسعى الدوريات الرياضية جاهدة لرعاية لاعبيها، وتبحث باستمرار عن أي تقنيات يمكن أن تساعدهم على تحقيق أقصى أداء ممكن. – فالفوز هو الهدف الأسمى، وعندما يخسر الفريق مبارياته بشكل متكرر، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الجميع، بما في ذلك الجماهير. |