“مارك كوبان”: رؤية جديدة لكسب المال في عصر الذكاء الاصطناعي
إذا استيقظ الملياردير الأمريكي “مارك كوبان” ليجد نفسه في السادسة عشرة من عمره، فما الذي سيفعله لزيادة دخله؟
و في حديثه لشبكة “سي إن بي سي”، أشار “كوبان” البالغ من العمر 66 عامًا إلى أنه سيتوجه لتعلم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة كيفية كتابة الأوامر بشكل احترافي “prompts” والطريقة المثلى لطرح الأسئلة للحصول على أفضل النتائج من تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”.
وأردف “كوبان” بأنه بعد ذلك سيتجه إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تزال غير مستوعبة لفوائد الذكاء الاصطناعي، ليقوم بتعليمهم كيفية استخدام هذه التقنيات مقابل أجر.
يستذكر “كوبان” تجربته الشخصية، حيث يعتبر أن هذا العمل الجانبي سيكون أكثر فائدة له من عمله السابق، عندما كان يبيع أكياس القمامة في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسيلفانيا في سن الثانية عشرة، لتوفير المال لشراء أحذية كرة السلة.
تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف “جيل زد” في الولايات المتحدة يبحثون عن وظائف جانبية تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وخصوصًا في مجال صياغة الأسئلة والمطالبات الموجهة لهذه التكنولوجيا، أو كيفية إعداد استفسارات لروبوتات الدردشة للحصول على ردود أفضل.
فيما يتعلق بالأجور، يبدأ راتب معلمي أوامر الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة من حوالي 30 ألف دولار سنويًا، بينما يمكن لمهندسي الذكاء الاصطناعي بدوام كامل كسب ما يصل إلى 129.5 ألف دولار سنويًا، وفقًا لبيانات “زيب ريكروتر”.
خلال فترة مراهقته، عمل “كوبان” في بيع الأشياء القابلة للجمع مثل بطاقات البيسبول والطوابع والعملات المعدنية، مما ساعده في تغطية تكاليف دراسته في جامعة “إنديانا”. بالإضافة إلى ذلك، عمل نادلًا في أحد الفنادق ونظم حفلات.
بعد تخرجه، بدأ في العمل في القطاع المصرفي، لكنه سرعان ما انتقل للعمل في متجر برمجيات، حيث استلهم فكرة ريادة الأعمال بعد أن فُصل من العمل بسبب صفقة بيع بقيمة 15 ألف دولار.
تحول “كوبان” بعد ذلك إلى ريادة الأعمال بشكل كامل، حيث تمكن من بيع شركته الأولى في مجال البرمجيات “مايكرو سوليوشنز” مقابل 6 ملايين دولار في عام 1990. ثم توجه ليتعامل مع خدمة البث الصوتي “برودكاست دوت كوم” التي باعها لـ “ياهو” مقابل 5.7 مليار دولار في عام 1999، مما جعله مليارديرًا للمرة الأولى.
اليوم، يمتلك “كوبان” حصة أقلية في فريق “دالاس مافريكس” في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، بعد أن باع 58% من الأسهم في ديسمبر 2023 مقابل ملياري دولار.
تبلغ ثروة “مارك كوبان” حاليًا حوالي 5.7 مليار دولار، ويكرس معظم وقته لتطوير أعمال صيدلياته عبر الإنترنت “كوست بلس دراجز”، حيث يسعى إلى جعل الأدوية الشائعة أكثر تكلفة من خلال بيعها بسعر التكلفة مع هامش ربح يبلغ 15% كحد أقصى.