الاقتصادية

ماذا يعني وصول حزب العمال للسلطة بالنسبة للاقتصاد البريطاني؟

فاز حزب العمال البريطاني في انتخابات مجلس العموم بأغلبية ساحقة، لينهي حقبة تربع فيها غريمه حزب المحافظين على رأس السلطتين التشريعية والتنفيذية لمدة 14 عاماً

ونظراً لانتماء الحزب لتيار اليسار المعتدل، يحمل العمال أجندة اقتصادية مغايرة تماماً لنهج المحافظين في وقت تعاني فيه المملكة المتحدة من مشكلات عدة، على رأسها ارتفاع التضخم، وضعف أداء الاقتصاد خاصة في حقبة ما بعد الوباء، وزيادة تدفقات المهاجرين، وركود سوق الإسكان وارتفاع تكلفة شراء المنازل بالنسبة للمواطنين

وخلال حملته الانتخابية، تعهد حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء القادم “كير سترامر” برفع الضرائب على تعويضات مدراء صناديق الاستثمار الخاصة، الأمر الذي لفت انتباه الأسواق بدرجة كبيرة، وأثار تساؤلات عدة حول الآثار المحتملة للسياسات الاقتصادية للحزب.

ورفع “جولدمان ساكس” توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة في عامي 2025 و2026 بنسبة 0.1%، لأن الإصلاحات المرتقبة لنظام تخطيط البناء من شأنها تعزيز أنشطة تشييد المنازل، والإنتاجية، وأن ارتفاع الاستثمارات العامة قادر على المساهمة في رفع الناتج الاقتصادي الكامن.

وفي خطابه الأخير كرئيس لوزراء بريطانيا اليوم، سلط “ريشي سواناك” الضوء على التحسن الذي طرأ على اقتصاد البلاد خلال فترة ولايته، وقال إنه أكد على أن إعادة الاقتصاد لوضع الاستقرار كان المهمة ذات الأولوية القصوى عند توليه المنصب

وأضاف أن التضخم عاد للمستوى المستهدف –عند 2%- تحت ولايته، وتراجعت معدلات فائدة الرهن العقاري، وتحول الاقتصاد إلى النمو، وأن البلاد أصبحت أكثر أمناً وقوة مما كانت عليه قبل 20 شهراً حين تقلد منصب رئيس الوزراء

ماذا يعني وصول حزب العمال للسلطة بالنسبة للاقتصاد البريطاني؟

الآثار المحتملة على القطاع العقاري

– تعهد حزب العمال في حملته الانتخابية ببناء 1.5 مليون منزل جديد، وتحقيق أكبر زيادة في الإسكان الاجتماعي منخفض التكلفة منذ جيل مضى.

– وقال محللو Investec إنه من المتوقع استفادة شركات بناء المنازل من المخططات الداعمة للقطاع مع تلاشي جزء كبير من القيود السياسية حول ملف التخطيط العمراني.

– وأضافوا أنه حتى في حالة عدم اتخاذ إجراءات جديدة داعمة للقطاع فيما يتعلق بجانب الطلب، فمن المتوقع أن تساهم تخفيضات الفائدة المرتقبة في تراجع تكلفة المنازل.

– وأوضحت شركة “هارجريفيس لانسداون” في مذكرة، أن أسهم بعض شركات بناء المنازل قد ترتفع بدعم من سياسات حزب العمال في ملف الإسكان منخفض التكلفة.

رد فعل سوق الأوراق المالية

– يرى عدد من الخبراء أن سوق الأوراق المالية لن تتحرك على الأرجح نتيجة فوز حزب العمال بالأغلبية البرلمانية، وأوضح “جيمس مكمانوس” رئيس الاستثمار في “ناتوميج” أن الأسواق البريطانية لا تأبه عادة بنتائج الانتخابات.

– وقال إن البيانات السابقة تُظهر أن الأسواق المالية لا تتحرك سوى نادراً عندما تتماشى نتائج الانتخابات مع التوقعات كما هو الحال بالنسبة للانتخابات الأخيرة.

– واتفقت “سوسانا ستريتر” رئيسة شؤون التمويل والأسواق لدى “هارجريفيس” مع تحليل “ماكمانوس”، لكنها أشارت إلى أمكانية حدوث بعض الاستثناءات هذه المرة.

– حيث من المحتمل تأثر بعض القطاعات، وربما أسهم شركات بعينها، إذ قد يواجه قطاع المرافق ضغوطاً متزايدة بسبب مخططات الحزب لزيادة الغرامات المفروضة على شركات المياه التي تعاني بالفعل تحت وطأة ارتفاع التكاليف.

– في حين قد تستفيد أسهم شركات الطيران من تعهد الحزب بزيادة موازنة الدفاع، والإنفاق على التكنولوجيا والمعدات.
 

الجنيه الإسترليني

– يتوقع المستثمرون ألا يتأثر الجنيه الإسترليني سواء على المدى القصير بسبب نتيجة التصويت، أو على المدى الطويل جراء سياسات حزب العمال التي لن تُشكل خطراً كبيراً على قيمته.

– وأوضح محللو واقتصاديو “دويتشه بنك” في مذكرة، أن تركيز المستثمرين سوف ينصب على نتائج الانتخابات الفرنسية المقرر انطلاق جولتها الثانية الأحد المقبل، ثم البيانات الاقتصادية البريطانية المرتقبة في منتصف الشهر لمعرفة ما إذا كان بنك إنجلترا سيبدأ في خفض الفائدة بحلول اجتماع أغسطس أم لا.

– قال “فرانشيسكو بيسول” محلل استراتيجيات أسواق الصرف الأجنبي لدى “آي إن جي”، إنه من المتوقع تراجع قيمة العملة البريطانية على مدار الـ 24 شهراً القادمة في ضوء تقديراته بشأن خفض بنك إنجلترا للفائدة بدرجة أكبر من المركزي الأوروبي.

– هذا بالإضافة إلى احتمالات ارتفاع الضرائب بالمملكة المتحدة، لكنه قال إن هذه التغيرات كانت لتحدث عاجلاً أم آجلاً بغض النظر عن نتيجة الانتخابات.
 

النمو الاقتصادي

– أوضح “بيسول” أن مخاطر إفراط الحكومة البريطانية في الإنفاق تعد ضئيلة للغاية، وأن العودة المحتملة لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون لها أثر إيجابي على النمو الاقتصادي.

– من جانبه، ذكر مصرف “جولدمان ساكس” أن التقارب التجاري المحتمل بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من شأنه تعويض بعض من الآثار السلبية لقرار الخروج من التكتل.

– وقال بشأن السياسة الضريبية للحزب، إن التوسع المحتمل في الجباية قد يُقلص الحافز على الاستثمار، في حين أن تعهده بخفض الهجرة قد يُلقي بثقله على المعروض من العمالة.

– لكن البنك أكد على صعوبة التنبؤ بالآثار الاقتصادية المحتملة لسياسات الحزب في ظل غياب تفاصيل مخططاته في الوقت الراهن.

سوق السندات

 
– اقترحت “راشيل ريفيس” المتحدثة الاقتصادية باسم حزب العمال أثناء الحملة الانتخابية، إجراء تغييرات على القواعد الحاكمة للاقتراض الحكومي من أجل تعزيز النمو الاقتصادي والاستثمار.

– لكن يبدو أن تركيز سوق السندات ينصب على أمور أخرى حسب ” سوسانا ستريتر” من “هارجريفيس”، حيث إن مستثمري سوق السندات يتمتعون بحساسية أكبر للتوقعات المتعلقة بأسعار الفائدة مقارنة بالخطط الاستثمارية للحكومات المستقبلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى