مؤشر “مازي” يكسر حاجز الـ 16 ألف نقطة وسط تفاؤل حذر من المستثمرين
تشهد بورصة الدارالبيضاء انطلاقة قوية ومثيرة منذ بداية هذا العام، حيث يواصل المؤشر تحطيم الأرقام القياسية في جو يسوده التفاؤل الحذر.
و يرى بعض المحللين أن ما نشهده اليوم قد يكون على أعتاب ما يُعرف بـ “الجنون البورصوي”، وهي حالة من الاندفاع غير المبرر في الأسواق المالية.
و خلال الفترة من 6 إلى 10 يناير، ارتفع مؤشر “مازي ” بنسبة 2.32% ليغلق الأسبوع عند 15,875.76 نقطة ، كما تمكن المؤشر لأول مرة من تجاوز مستوى الـ 16,000 نقطة، الذي كان يُعتبر هدفاً بعيد المنال.
و على الرغم من بعض التراجعات الطفيفة نتيجة عمليات جني الأرباح، حافظ المؤشر على ديناميكية صعودية قوية، مسجلاً زيادة بنسبة +7.46% منذ بداية العام.
كما تجاوزت القيمة السوقية للبورصة حاجز الـ 800 مليار درهم لأول مرة، لتصل إلى 808.5 مليار درهم، بزيادة قدرها 160 مليار درهم في أقل من عام.
كما شهد الأسبوع تداولات نشطة بقيمة تجاوزت 4.02 مليار درهم، تم تنفيذ معظمها عبر السوق المركزي.
وتصدر التجاري وفا بنك قائمة الأسهم الأكثر تداولاً بنسبة 10.59% من إجمالي المبادلات، يليه مجموعة CMGP بنسبة 9.88%، ومرسى مغرب بنسبة 7.6%.
و لم تتغير العوامل الأساسية التي تدفع هذا الصعود بشكل كبير، لكن تأثيرها لا يزال قوياً. من أهم هذه العوامل:
جاذبية صناديق الاستثمار: تواصل صناديق الاستثمار المشتركة (الأسهم والمختلطة) جذب استثمارات ضخمة.
تعزيز مراكز المستثمرين الأفراد: يعزز المستثمرون الأفراد، الذين استفادوا من أرباح عام 2024، مراكزهم في السوق.
سوق السندات كمصدر أمان: يُعتبر سوق السندات ملاذاً آمناً للمستثمرين المهتمين بمعدلات الفائدة.
مزيج التفاؤل والسيولة: يُساهم هذا المزيج في تعزيز النشاط في مختلف القطاعات، حيث تعود الأسهم إلى مستويات كانت قد فقدتها منذ سنوات، أو تصل إلى أعلى مستوياتها التاريخية.
يبدو أن الصعود الصاروخي لمؤشر “مازي ” مستمر في الوقت الحالي، حيث تتساقط الأرقام القياسية باستمرار، وتزداد حماسة المستثمرين.
و إذا استمر هذا الاتجاه، قد يشهد السوق مزيداً من الارتفاعات القياسية. ومع ذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر من “دوار القمم”، أي المخاطر المرتبطة بالارتفاعات السريعة والمفرطة في الأسواق.
و اقترب مؤشر “مازي ” من مستويات غير مسبوقة حول الـ 16,000 نقطة قبل أن يشهد تراجعاً طفيفاً نتيجة عمليات جني الأرباح. يُعتبر مستوى الدعم الرئيسي عند الـ 15,000 نقطة.
طالما بقي المؤشر فوق هذا المستوى، تظل الديناميكية الإيجابية سائدة، مع احتمالية استعادة المؤشر لأرقام تتجاوز الـ 16,000 نقطة وصولاً إلى 16,200 نقطة.
و في حال حدوث تراجع دون مستوى الـ 15,000 نقطة، قد نشهد تصحيحاً أكبر، لكن الاتجاه العام الصعودي لا يزال قوياً.
يشهد سوق الأسهم المغربي، ممثلاً بمؤشر “مازي “، فترة ازدهار غير مسبوقة. ومع ذلك، من الضروري على المستثمرين التعامل مع هذا الوضع بحذر ووعي، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة المرتبطة بالارتفاعات السريعة في الأسواق المالية.
يُنصح دائماً بالاستشارة مع خبراء ماليين قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.