لماذا يميل المغاربة للدفع “الكاش” وتفضل الدولة الدفع “الالكتروني”؟
استمرار تعامل المواطنين بالأوراق النقدية “الكاش” لديه تأثير على الاقتصاد المغربي، لذلك جدد مؤخرا والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري مخاوفه بشأن ارتفاع تداول النقد بالمغرب.
الجواهري أشار إلى أن حجم النقد المتداول في الأسواق حاليا تجاوز 430 مليار درهم، ما يناهز 30 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، مشددا على أن هذه النسبة تبقى “من بين الأعلى في العالم بأسره”.
لكن المغاربة من جهتهم يفضلون الكاش نظرا لسهولة الاستخدام؛ باعتباره وسيلة دفع سهلة، خاصةً للأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات بنكية أو الذين يعيشون في المناطق الريفية.
كما أن الكاش يوفر للمستخدمين مستوى عالٍ من الخصوصية، حيث لا تترك المعاملات بالكاش سجلًا رقميًا يمكن تتبعه.
فضلا عن كونه وسيلة دفع آمنة نسبيًا، خاصةً في حالة انقطاع التيار الكهربائي أو حدوث أعطال في أنظمة الدفع الإلكتروني.
لكن في المقابل التعامل بالأوراق النقدية يُساهم بشكل كبير في نمو الاقتصاد غير الرسمي حيث يُستخدم لتجنب دفع الضرائب والرسوم.
ويُستخدم الكاش أيضا كأداة لتبييض الأموال وتمويل الأنشطة غير القانونية.
كما تتحمل الدولة تكلفة عالية في طباعة وإدارة تداول النقود الورقية.
وعلى المستوى الأمني يُعد الكاش عرضةً للسرقة أو الفقدان، على عكس الأموال الموجودة في الحسابات البنكية.
لذا، يجب على الحكومة العمل على نشر الوعي بأهمية الحسابات البنكية وتسهيل عملية فتحها، خاصةً للأشخاص ذوي الدخل المنخفض كإعفائهم من الدفع مقابل هذه الخدمة، بموازاة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة التهرب الضريبي والأنشطة غير القانونية التي تعتمد على الكاش.
و يمكن أيضا التشجيع على استخدام الدفع الإلكتروني من خلال تقديم حوافز للمستهلكين والتجار.