لماذا يستغرق إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية وقتاً طويلاً؟

مع انتهاء عمليات التصويت في الانتخابات الأمريكية، يتابع الملايين من الناس عبر التلفاز ووسائل الإعلام لمعرفة من سيكون الرئيس المقبل.

إلا أن انتظار النتائج قد يمتد لعدة أيام، خاصة عندما تكون المنافسة قريبة بين المرشحين. هذا التأخير يثير تساؤلات عديدة حول سبب عدم إعلان النتائج في نفس يوم الانتخابات.

أحد أبرز الأسباب هو النظام الانتخابي الأمريكي المعقد، الذي يعتمد على المجمع الانتخابي بدلاً من التصويت المباشر. في هذا النظام، يختار الناخبون في كل ولاية مجموعة من المندوبين وفقاً لعدد سكان الولاية، مما يتطلب وقتاً إضافياً لجمع الأصوات وتأكيدها قبل إعلان الفائز.

كما أن زيادة استخدام التصويت المبكر والتصويت عبر البريد، خاصة خلال جائحة كورونا، أسهمت في تأخير النتائج، حيث يمكن أن تصل بطاقات الاقتراع بالبريد متأخرة بعد بدء عملية التصويت.

بالإضافة إلى ذلك، تختلف قوانين احتساب الأصوات من ولاية لأخرى، مما يزيد التعقيد. بعض الولايات تتطلب عمليات تحقق دقيقة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مما يؤدي إلى تأخير النتائج النهائية. وقد يضطر المسؤولون لإعادة الفرز في حالة وجود فوارق ضئيلة بين المرشحين، مما يزيد من فترة الانتظار.

تُضاف إلى هذه العوامل تحديات قانونية قد تطرأ على صحة بعض الأصوات، مما يستدعي مزيداً من الوقت لفحص تلك الادعاءات. تحرص الولايات المتحدة على تأمين الانتخابات ومنع التزوير، لذا فإن الفحص الدقيق لجميع الأصوات قد يتطلب فترة زمنية إضافية.

أيضاً، قد تتسبب الأنظمة الإلكترونية المستخدمة في بعض الولايات في مشكلات تقنية أو تأخيرات في نقل البيانات، مما يعيق سرعة احتساب الأصوات.

وفي انتخابات 2020، التي جرت في 3 نونبر ، لم يتم إعلان فوز “جو بايدن” إلا في 7 نوفمبر، بعد أن أصبحت النتائج أكثر وضوحاً.

في انتخابات 2016، أُعلن فوز “ترامب” في الساعات الأولى بعد انتهاء التصويت. بينما كانت نتائج انتخابات عام 2000 هي الأبرز، حيث استغرقت عملية تحديد الفائز بين “جورج دبليو بوش” و”آل جور” أكثر من شهر بسبب المنافسة الشديدة في ولاية فلوريدا.

في الانتخابات المقبلة، ستُغلق صناديق الاقتراع في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، مع توقعات بأن تعلن النتائج من سبع ولايات متأرجحة ستلعب دوراً حاسماً في تحديد الفائز. وتشمل هذه الولايات أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث يُتوقع أن تتباين النتائج.

مع كل هذه العوامل، يبدو أن انتظار النتائج سيظل جزءاً من التجربة الانتخابية الأمريكية، مما يعكس تعقيد النظام الانتخابي ورغبة البلاد في ضمان نتائج دقيقة وعادلة.