الاقتصادية

لماذا سجلت أسعار النفط أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس؟

تكبدت أسعار النفط الخام خسائر أسبوعية حادة مع انتهاء التداول للأسبوع الماضي ؛ و خسرالنفط مستوياته القياسية في عام 2023، بسبب مخاوف المتداولين بشأن توقعات الطلب على النفط مقرونة بوفرة المعروض من النفط في الأسواق.

وفي ختام جلسة الجمعة الماضية، استقرت الأسعار الفورية لعقود خام برنت وغرب تكساس الوسيط قرب مستويات 83.805 دولارات و81.625 دولارا للبرميل على التوالي، بارتفاع هامشي قدره 0.09% و0.10% على التوالي.

وفيما يتعلق بالأداء الأسبوعي للنفط الخام، نرى أن عقود خام برنت سجلت خسائر أسبوعية بنحو 8.71%، بالإضافة إلى خسائر سعرية لخام غرب تكساس الوسيط بلغت 9.11%.

و تعرضت تداولات النفط الخام لضغوط هبوطية قوية على جانبي العرض والطلب بسبب العديد من الأحداث، مما أدى إلى زيادة خسائر النفط الأسبوعية. ويمكن توضيح أهم التطورات فيما يلي:

أولاً: من ناحية العرض النفطي
وتأتي خسائر النفط الخام فيما أعلنت السلطات المعنية في تركيا والعراق، استئناف تشغيل خط الأنابيب الذي ينقل النفط من كردستان العراق عبر الأراضي التركية، والذي سيزود العالم بنصف مليون برميل من النفط يوميا. هذا الأسبوع، بعد توقف دام قرابة 6 أشهر.

كما رفعت نتائج مسح أجرته رويترز لإنتاج النفط في تحالف أوبك توقعات السوق بوفرة إمدادات الخام، حيث أظهر مسح رويترز أن زيادة إنتاج النفط من إيران ونيجيريا أدت إلى زيادة إنتاج النفط من قبل تحالف أوبك في شتنبر الماضي. وضخت أوبك نحو 27.73 مليون برميل يوميا في شتنبر، بزيادة قدرها 120 ألف برميل يوميا مقارنة بشهر غشت .

ومما يزيد من الانخفاض دعوة الاتحاد الروسي لأسواق النفط إلى الانتظار حتى صدور قرار روسي في نونبر المقبل بشأن ما إذا كانت البلاد ستمدد تخفيضات إنتاج النفط أو تزيد إنتاج النفط، أسعار الخام كما يتوقع المتداولون أن روسيا لن تستمر في العمل مع التخفيضات الطوعية لما بعد العام الحالي 2023 .

وعززت هذه التطورات توقعات المتداولين بأن إمدادات النفط الخام ستكون وفيرة في الأسواق على الرغم من التخفيضات الطوعية من قبل المملكة العربية السعودية وروسيا البالغة 1.3 مليون برميل يوميا، مما عزز الزخم الهبوطي في تحركات النفط هذا الأسبوع. .

ثانياً: على جانب الطلب على النفط
تكبد النفط الخام خسائر فادحة هذا الأسبوع بسبب تزايد مخاوف المستثمرين بشأن تعافي الطلب العالمي على النفط وسط دورة التشديد النقدي من قبل معظم البنوك المركزية العالمية وتأثيراتها غير المباشرة على تباطؤ إنتاج النفط في النشاط الاقتصادي العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت البيانات الصادرة مطلع الأسبوع الماضي عن انكماش مؤشر مديري المشتريات لقطاعي الخدمات والتصنيع في الصين خلال شهر شتنبر الماضي، وبشكل أسوأ من توقعات السوق، حيث انخفض مؤشر الخدمات بنحو 50.2 نقطة فقط بعد أن سجل 51.8 نقطة في غشت . وبأسوأ من التوقعات التي أشارت إلى تسجيله 52.0 نقطة، وانخفض مؤشر كايكسين الصناعي مسجلاً 50.6 نقطة فقط، بعد أن سجل 51.0 نقطة في أغسطس، وهو أسوأ من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر إلى 51.1 نقطة.

وساعدت هذه البيانات السلبية على زيادة الضغط الهبوطي على أسعار النفط الخام هذا الأسبوع. وأثارت البيانات مخاوف السوق بشأن تباطؤ الطلب الصيني على النفط، مع تراجع مؤشرات الخدمة والتصنيع القياسية، وتأثير ذلك على النمو الاقتصادي في جمهورية الصين، التي تعد أكبر مستورد عالمي للنفط الخام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى