الاقتصادية

لماذا تُعد اليابان موطنًا لأقدم الشركات في العالم؟

– هناك العديد من الشركات التي يزيد عمرها عن 100 عام في اليابان لدرجة أن هناك كلمة لها باللغة اليابانية وهي كلمة (shinise)، والتي تعني التألق وتشير إلى الشركات والمؤسسات العريقة التي تعمل منذ فترة طويلة.

– في عام 2008، أجرى مصرف “بانك أوف كوريا” دراسة دولية على 5.586 شركة يزيد عمرها عن 200 عام ووجد أن أكثر من نصفها (56 في المائة) كان في اليابان.

– في السياق ذاته، أفادت شركة “تيكوكو داتا بانك” للأبحاث، بأن هناك أكثر من 33 ألف شركة في اليابان يفوق عمرها قرنا كاملا من الزمان.

 – ومن بين هذه المؤسسات والمنشآت، هناك معبد شيتنو جي والذي يُعد أحد أهم المعابد البوذية في أوساكا.

– وقد بُني في القرن السادس خلال حكم الأمير شوتوكو، وصمد مع ارتفاع الأبراج الشاهقة في المدينة الحديثة حوله.

– يشيد زوار المعبد بصفاء المعبد ومساحته وسط صخب وضوضاء ثالث أكبر مدينة في اليابان. ومع ذلك، فإن إحدى المعلومات التي قد يجهلها الزوار هي أن الشركة التي شيدت المعبد لا تزال تعمل أيضًا.

– تأسست كونغو غومي في عام 578 مع معبد شيتنو جي كأول مشروع لها، وتعتبر على نطاق واسع أقدم شركة في العالم، وتعمل منذ 1445 عامًا.

76df6ce0 c2ff 4610 be36 8b2c1686dfc6 Detafour

– ما يثير الدهشة بنفس القدر هو أن كونغو غومي ليست وحدها. فهناك أقدم فندق في العالم، وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، موجود أيضًا في اليابان.

– وهو فندق نيشياما أونسن كيونكان والذي تم افتتاحه في محافظة ياماناشي خارج طوكيو في عام 705.

– هناك أيضًا أقدم بيت شاي في العالم، وهو مقهى “تسين”، والذي يعمل بلا انقطاع منذ عام 1160 ميلادية.

– عندما نفكر في أن متوسط عمر شركة في مؤشر ستاندارد آند بورز أقل من 18 عامًا، علينا أن نتساءل، ما الذي يجعل اليابان بلدا تنشأ في أراضيه هذه الشركات التي يمكن وصفها بـ “المُعمرة”؟ وهل هناك ما يمكن أن نتعلمه من ذلك، في حقبة تتغير فيها ملامح عالم الشركات والمؤسسات التجارية بسرعة البرق؟

لماذا تضم اليابان معظم الشركات المعمرة؟

مفهوم الأسرة

كما ذكرنا آنفًا، تسمى الشركات التي يزيد عمرها عن 100 عام بالشركات المتألقة. وهو مصطلح يحمل دلالات مهمة حول الثقة والثروة.

ولعل أحد القواسم المشتركة التي يشترك فيها العديد من الشركات المتألقة هو أنها مملوكة للعائلة.

إذ إن مفهوم الأسرة له تأثير قوي بشكل لا يصدق على الشركات اليابانية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء.

لدى اليابانيين كلمة لهذا أيضًا، وهي “آي” (ie) وهي تعني منزلًا، ولكن في سياق العمل، يتعلق الأمر بإبقاء اسم العائلة على قيد الحياة.

نظرًا لأن مفهوم آي هذا راسخ جدًا في ثقافة الأعمال في البلاد، فنادراً ما تكون هناك عقلية قصيرة الأجل.

إن تأكيد الشركات اليابانية على قيمة الاستدامة أكثر من اهتمامها بفكرة تحقيق أقصى قدر ممكن من الربح بشكل سريع، يمثل سببا رئيسيا يُمكِّن الكثير منها من اكتساب القدرة على البقاء لفترة طويلة.

احترام التقاليد

إن احترام القيم الأساسية التي تنتقل عبر الأجيال أمر بالغ الأهمية في أي عملية صنع قرار. حيث تأتي التقاليد قبل الأرباح والنمو لهذه الشركات التي تتجنب المخاطر.

هذه النظرة طويلة الأمد هي التي مكّنت هذه الشركات من التعامل مع الكوارث الطبيعية والحروب ومؤخراً مع جائحة كورونا.

وتعني هذه النظرة أيضًا عدم إغفال التألق أبدًا في علاقتهم مع أصحاب المصلحة أو دورهم في المجتمع ككل.

في حين أن العديد من الشركات المتألقة هي شركات أصغر مثل الفنادق وبيوت الشاي ومحلات الحلويات، فإن بعضها أسماء مألوفة.

مثل شركة “نينتندو”، تلك الشركة المتخصصة في ألعاب الفيديو، والتي تحظى بالشهرة على الصعيد العالمي، بفضل الطريقة التي أحدثت بها ثورة في عالم الترفيه المنزلي، من خلال نظام الألعاب الإلكترونية الذي ابتكرته، ويعود لعام 1985.

تبني عمال الشركة

ليس سراً أن سكان اليابان يشيخون. إذ تشير البيانات الحكومية الأخيرة إلى أن 10 في المائة من السكان تبلغ أعمارهم الآن 80 عامًا أو أكثر.

وبالتالي، أصبح من الصعب على الشركات العثور على [خلفاء] مناسبين لوراثة الشركة.

استفاد العديد من تلك الشركات من عادة يابانية مقبولة على نطاق واسع؛ تتمثل في تبني عمال الشركة من الذكور البالغين، وإدماجهم في سلالة العائلات المالكة لها، وذلك لضمان ألا ينقطع تسلسل وراثتها.

وقد أقدمت على ذلك شركات كبرى مثل “سوزوكي موتورز” و”باناسونيك”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى