لماذا ترتفع أسعار النفط في ظل الحرب على غزة ؟
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا ناقش تأثير الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة على أسعار النفط العالمية
وشهدت الأسواق العالمية تقلبات كبيرة في أسعار النفط بعد اندلاع الحرب، وارتفعت الأسعار بشكل حاد على مدى أسبوعين متتاليين منذ عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس
واعتبر التقرير أن هذه الحرب أدت إلى هزات في أسواق النفط، وارتفاع الأسعار إلى 94 دولارا للبرميل , كما عززت المخاوف بين تجار النفط والاقتصاديين من أن الأسواق قد تتجاوز مستوى 100 دولار للبرميل
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الكثيرين يشعرون بالقلق من أن التوترات المتصاعدة في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير من خلال خنق طريق عبور رئيسي لشحنات النفط والغاز المنقولة بحرا من الشرق الأوسط إلى السوق العالمية، مما يهدد الجهود التي تبذلها الحكومة لكبح التضخم المرتفع
وذكرت الصحيفة أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط والغاز كان مدفوعا بمخاوف من احتمال تعطل الصادرات من المنطقة الغنية بالطاقة، لكن حتى الآن ظلت تدفقات النفط والغاز دون ضرر على الرغم من الحرب الإسرائيلية على غزة
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن إسرائيل لا تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز، إلا أنها أوقفت الإنتاج في حقل غاز تمار، وأدى ذلك إلى انخفاض تدفقات الغاز إلى مصر المجاورة، التي تعيد تصديره بحرا، غالبا إلى أوروبا
على الرغم من الارتفاع القياسي لمستويات تخزين الغاز في أوروبا هذا الشتاء؛ ارتفعت أسعار الغاز هذا الأسبوع بعد أن تركت ناقلة تسعى لملء الغاز الطبيعي المسال في مصر فارغة وتحويلها إلى ميناء في الجزائر، مما أثار مخاوف بشأن إمدادات الغاز في أوروبا، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية.
ونقل التقرير عن روبرت ريان، كبير الاستراتيجيين في شركة ” بي سي أي ” للأبحاث، قوله إن هناك احتمالا بنسبة 1 من 4 أن ينخفض إنتاج النفط الإيراني بمقدار مليون برميل يوميا نتيجة العقوبات الأمريكية التي قد تفرض على طهران “لأنها تدعم حماس”، الأمر الذي قد يتصاعد. ومن المتوقع أن تصل أسعار النفط الخام إلى 140 دولارًا للبرميل العام المقبل
وأضاف روبرت ريال أنه يمكن تخفيف تأثير هذه العقوبات إذا زادت السعودية صادراتها للمساعدة في استقرار السوق.
من جانبه، قال الخبير في سياسة الطاقة والجغرافيا السياسية نيل كويليام: «لا يوجد نقص في إمدادات النفط، بل الأمر يتعلق بإيصال الإمدادات إلى السوق. القلق الحقيقي هو أمن مضيق هرمز”
ويشير التقرير إلى أن مضيق هرمز مسؤول عن عبور أكثر من 20% من النفط المستهلك عالمياً وثلث شحنات الغاز العالمية المنقولة بحراً، مما يجعله شريان طاقة حيوي للأسواق العالمية
وقال كويليام: “من غير المرجح أن يتم إغلاق المضيق، لكن الأنشطة العسكرية في المنطقة ستكون كافية لدفع أسعار النفط نحو مستويات مرتفعة للغاية لفترة قصيرة على الأقل”
وذكر التقرير أن السعودية تعد اللاعب الأقوى في مجال الوقود في المنطقة، حيث تنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل من النفط يوميا، في حين تنتج إيران والإمارات أكثر من 3 ملايين برميل من النفط يوميا لكل منهما. وتنتج روسيا، الحليف الرئيسي لمنظمة أوبك، أكثر من 9 ملايين برميل من النفط يوميا
وذكر التقرير أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يجلب مكافآت اقتصادية كبيرة لهذه الدول، ولكن إلى حد معين فقط، وفقا لكويليام
وبمجرد أن تتحرك الأسعار بشكل كبير فوق 100 دولار للبرميل، فإن ارتفاع تكلفة الطاقة يمكن أن يتسبب في تباطؤ النشاط الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط، وقد يوفر ذلك حافزاً للسعودية لزيادة إنتاجها لكبح جماح أسعار سوق النفط الجامحة. وفقا للتقرير
وبحسب التقرير فإن السعودية وروسيا أكدتا قبل نحو شهر أنهما ستواصلان خفض 1.3 مليون برميل من النفط يوميا حتى نهاية العام لدعم أسعار الخام التي تشهد تراجعا
وقال التقرير إن ارتفاع أسعار النفط قد يعني الهزيمة للرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات الأميركية العام المقبل، في حين سيقدم لروسيا الدعم لخزانتها في ظل حربها على أوكرانيا