لماذا أصبح الأشخاص يحتفظون بجوالاتهم دون تغيير للأحدث لفترات أطول؟ وهل للجوالات تاريخ صلاحية؟
تباطأت مبيعات الجوالات الذكية حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية، مع تراجع معدل تحديث المستخدمين لأجهزتهم.
وتراجع إجمالي الشحنات بسوق الجوالات الذكية العالمية خلال عام 2023 بأكمله بنسبة 4% مقارنة مع العام السابق لتصل إلى 1.14 مليار وحدة، وذلك حسب بيانات شركة الأبحاث “كاناليز”.
وحسب بيانات “ستاستيا” لعام 2023، يحتفظ الأمريكيون بجوالاتهم الذكية لمدة عامين وسبعة أشهر في المتوسط، ومن المتوقع ارتفاع هذا المعدل إلى 2.93 عام بحلول 2027، بينما في 2015، كان يحدث المواطنين في أمريكا جوالاتهم بصورة أكثر تكرارًا كل 2.53 عام.
متوسط عمر الجوالات الذكية في الولايات المتحدة (متوسط معدل احتفاظ الأفراد بالجوالات قبل شراء موديلات أحدث) أو ما يعرف بـ “متوسط دورة الاستبدال” |
|
العام |
متوسط دورة الاستبدال |
2015 |
2.53 |
2016 |
2.91 |
2017 |
2.89 |
2018 |
3.01 |
2019 |
2.9 |
2020 |
2.83 |
2021 |
2.67 |
2022 |
2.65 |
2023 |
2.67 |
أما دورة استبدال الجوالات الذكية العالمية فإنها أطول، إذ يقوم المستخدمون حول العالم بتحديث موديلات جوالاتهم كل ثلاث سنوات وستة أشهر تقريبًا في المتوسط، حسب بحث أجرته شركة تجارة الأجهزة الإلكترونية “SellCell”.
ما السبب؟
يرى “هانز فيستبرج” المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الأمريكية “فيريزون” أن الفترات التي كان يقوم الأفراد خلالها بتغيير جوالاتهم إلى موديلات أحدث كل عام تقريبًا قد انتهت، وأصبح العميل الآن يحتفظ بجواله دون تغيير لمدة تزيد على 36 شهرًا، وهي فترة طويلة للغاية.
وأوضح “فيستبرج” في مقابلة مع “سي إن بي سي” متحدثًا على وجه التحديد عن عملاء “فيريزون” أن أحد الأسباب التي تجعله يعتقد أن الناس يخططون حاليًا لتحديث جوالاتهم بشكل أقل تكرارًا هو التقدم العام للأجهزة.
وأضاف قائلاً: لقد تحسنت مرونة وجودة الجوالات بشكل كبير خلال السنوات من الخمس إلى العشر الماضية، وهو ما مكن الأشخاص من الاحتفاظ بجوالاتهم لفترات أطول.
وذكر محللو شركة الأبحاث “موفيت ناثانسون” عددًا من الأسباب وراء طول دورة الاحتفاظ بالجوالات، منها أن الشركات تقوم بضخ العديد من المزايا الجديدة في تحديثات البرامج التي تقدمها لأصحاب الموديلات الأقدم، إلى جانب أنه لم يصبح هناك الكثير من الابتكار في تصميمات الموديلات المتتالية سوى الجوالات القابلة للطي من “سامسونج إلكترونكس”.
هل للجوالات تاريخ صلاحية؟
كل جوال ذكي له تاريخ انتهاء صلاحية، وهو ذلك اليوم الذي تتوقف فيه الشركة المصنعة عن تقديم تحديثات برمجية له، وبالتالي لا يستطيع حينها الجوال تنزيل التطبيقات الجديدة ووسائل الحماية الأمنية.
وفي معظم الجوالات كان يحدث ذلك كل حوالي ثلاث سنوات فقط، ولكن بدأت الأمور تتغير، وأصبح العدد الجديد 7 سنوات.
ذكرت “جوجل” لـ “نيويورك تايمز” أنها التزمت بتقديم التحديثات البرمجية لجوال “بيكسل 8” لمدة سبع سنوات، وذلك مقارنة مع 3 سنوات لأجهزة “بيكسل” السابقة، وأوضحت أنها ستفعل الأمر نفسه بالنسبة لـ “بيكسل 8إيه” حتى يشعر العملاء بالثقة في جوالات “بيكسل”.
كما وضعت الكورية الجنوبية “سامسونج” جدولاً زمنيًا مماثلاً لجوالها “جلاكسي إس24″، وأضافت أنها ستقدم 7 سنوات من التحديثات البرمجية -التي تزيد الأمان والموثوقية- لكافة جوالات “جلاكسي” من الآن فصاعدًا.
وأعلنت الشركتان توسيع دعم برامجهما لجعل الجوالات تدوم لفترة أطول، ويعد هذا تغييرًا لنمط اعتادته الشركات، لأنه منذ وقت ليس ببعيد كانت تكشف كبرى شركات التكنولوجيا عن أجهزة جديدة لتشجيع الناس على ترقية أجهزتهم كل عامين.
وفي السابق، ذكرت الشركات المصنعة للجوالات العاملة بنظام “أندرويد” أن العملية الفنية لتوفير التحديثات البرمجية كانت معقدة للغاية، لذلك حفاظًا على الربحية كانوا يتوقفون عن دعم الأجهزة بعد بضع سنوات، لكنها أصبحت تتعرض لضغوط خارجية شديدة من أجل الاستثمار في جعل أجهزتها تستمر في العمل لفترة أطول.
وبالفعل أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية في عام 2021 أنها ستكثف عمليات إنفاذ القانون ضد شركات التكنولوجيا التي تجعل من الصعب إصلاح منتجاتها وصيانتها.
وتسعى “سامسونج” و”جوجل” -اللتان تصنعان جوالات عاملة بنظام التشغيل “أندرويد”- لاقتفاء أثر “آبل” التي كانت بشكل تقليدي تقدم تحديثات برمجية لجوالات آيفون على مدار سبع سنوات تقريبًا، ما يجعل الأجهزة تدوم لفترة أطول، وتمنح المستخدمين مرونة أكبر في تحديد الوقت المناسب لترقية جوالاتهم.