لقاء كارني وشي جينبينغ يمهّد لانفراجة دبلوماسية بين كندا والصين رغم التوتر مع واشنطن

أشاد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بنتائج لقائه مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، واصفاً المحادثات التي جمعتهما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بأنها شكّلت “نقطة تحوّل في العلاقات الثنائية” بين أوتاوا وبكين، بعد سنوات من الجمود والتوتر.
وقال كارني خلال مؤتمر صحفي في مدينة غيونغجو الكورية الجنوبية إن اللقاء مع شي «أطلق مساراً جديداً للتعاون المشترك» بعد قطيعة دامت منذ عام 2017، مؤكداً أنه لم يتردد في طرح القضايا الحساسة، بما في ذلك اتهامات التدخل الصيني في الشؤون الكندية، معتبراً أن «مناقشة هذه الملفات بصراحة ضرورية لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي».
وأفاد بيان صادر عن الحكومة الكندية بأن الجانبين تطرقا إلى ملفات اقتصادية وزراعية حساسة، من بينها تجارة الكانولا والمأكولات البحرية والمركبات الكهربائية، مضيفاً أن الرئيس الصيني وجّه دعوة رسمية إلى كارني لزيارة الصين خلال الفترة المقبلة.
وتأتي هذه الانفراجة في ظل علاقات متوترة بين كندا والولايات المتحدة، إذ كشف كارني أنه قدّم اعتذاراً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب حملة إعلانية مناهضة للرسوم الجمركية، اعتبرها ترامب «مسيئة»، وردّ عليها بفرض زيادة قدرها 10% على التعريفات المفروضة على الواردات الكندية.
وقال كارني: «اعتذرتُ إلى الرئيس ترامب، لقد كان مستاءً من الحملة، لكننا ما زلنا نتمسك بأفضل اتفاق تجاري بين بلدين جارين». وأضاف بنبرة هادئة: «يمكننا متابعة ردود الأفعال عبر منصة تروث سوشال، لكننا نفضل الانتظار والعمل بصبر حتى يكون الطرف الآخر جاهزاً للحوار».
وكانت العلاقات الكندية الصينية قد تدهورت منذ عام 2018 بعد توقيف مسؤولة تنفيذية في شركة هواوي بمطار فانكوفر بناءً على مذكرة أمريكية، ما دفع بكين إلى اعتقال مواطنين كنديين بتهمة التجسس، لتتبادل الدولتان لاحقاً فرض رسوم جمركية متبادلة على منتجات تشمل الكانولا والوقود الحيوي وأعلاف الحيوانات.
ويرى مراقبون أن اللقاء الأخير بين كارني وشي قد يشكّل بداية مرحلة جديدة من الحوار الدبلوماسي، في وقت تسعى فيه كندا إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية في آسيا دون خسارة موقعها الاستراتيجي إلى جانب واشنطن.




