كيف يهيمن الوقود الأحفوري على مزيج استهلاك الطاقة العالمي؟

شهد العام الماضي تسجيل مستويات قياسية في إنتاج واستهلاك الطاقة، مع عودة أغلب الأسواق للاتجاهات طويلة الأمد التي  كانت تشهدها في 2019 أي قبل ظهور “كوفيد-19”.

وانتعش استهلاك النفط الخام بقوة ليتجاوز 100 مليون برميل يوميًا للمرة الأولى على الإطلاق وهو ما يعود بصورة كبيرة لتخفيف الصين من السياسات الصارمة المتعلقة بالوباء، بينما استقر الطلب على الغاز الطبيعي، وسجل الطلب على الفحم مستوى قياسيا جديدا، ونما معدل استهلاك الطاقة المتجددة أسرع 6 أضعاف معدل نمو إجمالي الطاقة الأولية.

وارتفع الاستهلاك العالمي لموارد الطاقة الأولية بنسبة 2% إلى 620 إكساجول في 2023ـ ليسجل مستوى قياسيا جديدا للعام الثاني على التوالي، ويعد مرتفعًا بأكثر من 5% عن مستوى ما قبل الوباء.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتخلص من الانبعاثات الكربونية، لا يزال الوقود الأحفوري يمثل أكثر من 80% من مزيج الطاقة العالمي في 2023.

 وارتفعت حصة مصادر الطاقة المتجددة من إجمالي الاستهلاك 0.4% عن العام السابق لتصل إلى 14.6%، بينما تراجعت نسبة الوقود الأحفوري 0.4%، لكنه لا يزال يشكل 81% تقريبًا من مزيج الطاقة.

ووفقًا للمراجعة الاقتصادية التي يقدمها معهد الطاقة العالمي والتي تستند إلى تحليل البيانات المتعلقة بأسواق الطاقة العالمية من العام السابق، تجاوز الاستهلاك العالمي للفحم مستوى 164 إكساجول للمرة الأولى على الإطلاق، بزيادة 1.6% عن العام السابق، وتعد الصين إلى حد بعيد أكبر مستهلك للفحم مع سيطرته على 56% من الإجمالي العالمي.

وفي عام 2023، استهلكت أمريكا الشمالية وأوروبا ومناطق آسيا والمحيط الهادئ معًا 78% تقريبًا من الإجمالي العالمي للطاقة.

وكانت إفريقيا وجنوب آسيا مسؤولين معًا عن أقل من 10% من الطلب العالمي على الطاقة في 2023، ولكن بفضل التنمية الاقتصادية، وعدد السكان الكبير وانخفاض معدل الوصول للطاقة حاليًا، فإنهم يستعدون لتسجيل نمو كبير في الطلب على الطاقة في المستقبل.

وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 750 مليون شخص على مستوى العالم أو واحد من كل عشرة أشخاص ليس لديهم وصول للكهرباء لإضاءة منازلهم  أو تبريد طعامهم وغيره.

ورغم استقرار الطلب على الغاز فإن زيادة استخدام النفط والفحم أدى لتسجيل انبعاثات الغازات الدفيئة المتعلقة بالطاقة مستوى قياسيًا يتجاوز 40 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون  في 2023 للمرة الأولى.