الشركاتتكنولوجيا

كيف يساهم نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد من أوبن إيه آي؟ ولماذا يحتاج وقتًا للتفكير؟

أطلقت “أوبن إيه آي” -مطورة روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصناعي “شات جي بي تي”- منتجًا جديدًا وهو نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تدعي أنه قادر على التفكير ويحمل اسمًا رمزيًا “ستروبيري-Strawberry “، لكن اسمه الرسمي “o1”.

“o1” عبارة عن مجموعة من النماذج يتوفر اثنان منها في “شات جي بي تي” ومن خلال “إيه بي آي” التابع للشركة وهما: “o1 Preview” و”ميني” وهو نموذج أصغر وأقل تكلفة من الإصدار الأساسي يهدف لإنشاء التعليمات البرمجية.

ويعد “o1” الأول في سلسلة مخططة من نماذج الاستدلال التي تم تدريبها للإجابة على أسئلة أكثر تعقيدًا ويمكنها أداء بعض المهام المنطقية الشبيهة بما يقوم به الإنسان، وذلك في إطار سعي “أوبن إيه آي” للحفاظ على صدارة السوق المزدحمة بالمنافسين.

“أوبن إيه آي” ليست الوحيدة التي تعمل على مثل هذه القدرات، لأن منافستيها “أنثروبيك” و”جوجل” أشارتا أيضًا إلى العمل على مهارات الاستدلال باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة الخاصة بهما.

لِمَ يستغرق وقتًا أطول في الاستجابة؟

أوضحت الشركة التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو أن “o1” مصمم للتفكير لوقت أطول قبل الرد على استفسارات المستخدم، وأنه كنموذج أولي لا يحوي العديد من المزايا التي تجعل “شات جي بي تي” مفيدًا مثل تصفح الإنترنت للحصول على المعلومات أو معالجة الملفات والصور، لكنه يمثل تقدمًا كبيرًا بالنسبة لمهام التفكير المعقدة.

تختلف تجربة استخدام “o1” عما يتوقعه الناس من “شات جي بي تي”، فقبل الاستجابة لمطالب المستخدم سيتوقف البرنامج لبضع ثوان للتفكير في عدة أمور ذات صلة ثم يخلص لما يبدو أفضل إجابة، وهي تقنية تعرف بسلسلة الأفكار.

تستغرق النماذج الجديدة وقتًا أطول لتحليل الاستفسارات، ما يجعلها أكثر تكلفة من نماذج “جي بي تي” لكنها أكثر اتساقًا وتطورًا في استجاباتها.

ذكر “جيري توورك” رئيس الأبحاث لدى “أوبن إيه آي” أن تدريب “o1” يختلف بشكل جوهري عن النماذج السابقة، إذ تم تدريبه باستخدام خوارزمية تحسين جديدة تمامًا ومجموعة بيانات مصممة خصيصًا له.

وأوضحت الشركة أنها دربت تلك النماذج على استغراق المزيد من الوقت في التفكير في المشكلات قبل الاستجابة، مثل البشر ويمكنها تحسين عملية التفكير من خلال التدريب وتجربة استراتيجيات مختلفة، والتعرف على الأخطاء.

وذكر “بابلو أريدوندو” نائب الرئيس لدى “تومسون رويترز” الذي أتيحت له فرصة اختبار النموذج أن “o1” أفضل من نماذج “أوبن إيه آي” السابقة في أشياء مثل تحليل المذكرات القانونية، لكنه أبطأ إذ يستغرق أكثر من 10 ثوان للإجابة على بعض الأسئلة.

cc97e227 90de 4cb8 bfde aa3fe33eed14 Detafour

مقارنة بين “أو 1″ و”جي بي تي-4 أو”

يقوم بعمل أفضل في كتابة التعليمات البرمجية وحل المشكلات متعددة الخطوات مقارنة بالنماذج السابقة، لكنه أكثر تكلفة وأبطأ في الاستخدام من ” جي بي تي-4 أو”.

وفقًا لمعايير “أوبن إيه آي” على الأقل، فإن “o1” يتفوق على “جي بي تي-4 أو” في مهاراته المتعددة للغات، وخاصة في لغات مثل العربية والكورية.

في امتحان تأهيلي للأولمبياد الدولي للرياضيات “آي إم او” قام “o1” بتقديم إجابات صحيحة بنسبة 83%، مقارنة مع 13% فقط لـ “شات جي بي تي-4 أو”.

وكتب “إيثان موليك” أستاذ الإدارة في “وارتون” انطباعاته عن “o1” بعد استخدامه لمدة شهر على مدونته الشخصية، وأوضح أنه نجح بشكل جيد في لغز الكلمات المتقاطعة الصعب، حيث أجاب على كافة الإجابات بشكل صحيح.

وأوضحت “أوبن إيه آي” أن الشيء الرئيسي الذي يميز هذا لنموذج الجديد عن “جي بي تي -4 أو” هو قدرته على معالجة المشكلات المعقدة مثل الترميز والرياضيات بشكل أفضل مع شرح منطقها أيضًا.

11caec20 e7d5 4879 8414 e7baed48c4d9 Detafour

كيفية استخدامه

ذكر “نوام براون” وهو باحث علمي لدى الشركة في سلسلة منشورات عبر “إكس”: تطلق “أوبن إيه آي” النموذج لمعاينته الآن بشكل جزئي لتشكيل فكرة عن كيفية استخدام الناس له، واكتشاف ما يحتاجه لتحسينه.

تزعم الشركة أن التحديث التالي لهذا النموذج سيعمل بصورة مشابهة لطلاب الدكتوراه في أداء مهام معيارية صعبة في الفيزياء والكيمياء والأحياء.

يمكن لمستخدمي “شات جي بي تي بلاس” و”شات جي بي تي تيم” الوصول إلى كل من “o1 preview” و”ميني” بدءًا من أمس الخميس، بينما ستتاح إمكانية الوصول إليهما من قبل مستخدمي “إديو” و”إنتربرايز” في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.

وستكون حدود المعدل الأسبوعي 30 رسالة بالنسبة لنموذج “برفيو” و50 بالنسبة لنموذج “ميني”، تعمل الشركة على زيادة معدلات الاستخدام، وإمكانية اختيار “شات جي بي تي” للنموذج المناسب لطلب المستخدم تلقائيًا دون الاضطرار لتحديده يدويًا.

تخطط الشركة الأمريكية لإتاحة الوصول إلى “ميني” لكافة المستخدمين المجانيين لـ “شات جي بي تي” لكنها لم تحدد تاريخًا ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى