الاقتصاديةالأسهم

كيف ستتأثر عوائد S&P 500 بعودة ترامب إلى البيت الأبيض وتقييمات السوق المرتفعة؟

شهد مؤشر S&P 500، الذي يعد من أبرز مؤشرات أداء سوق الأسهم الأمريكي، ارتفاعًا بنسبة 26% منذ بداية العام، مما يضعه على مسار تحقيق عوائد تزيد عن 20% للسنة الثانية على التوالي.

هذا الأداء القوي لم يحدث منذ فترة فقاعة الإنترنت في عامي 1997 و1998.

ساهم في هذا النمو عوامل مثل استقرار سوق العمل، والتضخم المتراجع، والنمو القوي في أرباح الشركات، بالإضافة إلى التوجهات المتفائلة حول الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب كيف سيتفاعل السوق مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2025.

حقق مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 70% خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، أي بمعدل نمو سنوي قدره 14.1%، وهو يتجاوز بشكل كبير المتوسط التاريخي الذي يبلغ 7%.

و على الرغم من أن الرؤساء لا يتحكمون بشكل مباشر في الأسواق، إلا أن سياساتهم الاقتصادية تؤثر بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، قانون تخفيضات الضرائب الذي تم تمريره في 2017 ساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي، حيث خفض الضرائب على الأفراد وقلل من ضريبة الشركات إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1939.

أسهمت هذه التخفيضات في زيادة الدخل المتاح للمستهلكين ورفع هوامش الأرباح للشركات، مما دعم النمو الاقتصادي بشكل عام. بين عامي 2017 و2019، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 2.7% سنويًا، متجاوزًا المتوسط البالغ 1.5% في العقد السابق.

ورغم التراجع الحاد في الناتج المحلي الإجمالي في 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، فإن السوق استعاد عافيته بسرعة وسجل عوائد استثنائية خلال السنوات الأربع الأولى من رئاسة ترامب.

يتم تداول مؤشر S&P 500 حاليًا عند نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية (P/E) تبلغ 22.2، مما يشير إلى تقييم مرتفع مقارنةً بالنسبة التي كانت عليه عند تولي ترامب الرئاسة في 2017، وهي 17.

تاريخيًا، شهدت فترات مشابهة تذبذبات كبيرة في السوق، مثل فقاعة الإنترنت وأزمة جائحة كوفيد-19، حيث تلت هذه الفترات تصحيحات حادة في الأسواق وصلت إلى 50% بعد فقاعة الإنترنت و25% في سوق الدب في 2022.

وبحسب تورستن سلوك، الاقتصادي الرئيسي في شركة أبولو جلوبال مانجمنت، فإن هذا التقييم المرتفع يشير إلى أن السوق قد يشهد عائدًا سنويًا قدره 3% فقط على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

مما يعني أن فترة رئاسة ترامب الثانية قد تشهد أداء أقل قوة مقارنةً بفترة رئاسته الأولى، بسبب ارتفاع التقييمات.

من المتوقع أن يشهد مؤشر S&P 500 تصحيحات سنوية، حيث يحدث الانخفاض تقريبًا كل عامين، في حين تظهر الأسواق الهابطة كل ست سنوات. إلا أن هذه التصحيحات تمثل فرصًا للمستثمرين الذين يمتلكون سيولة نقدية للاستفادة من الانخفاضات المستقبلية.

لذلك، يُنصح المستثمرون بتعديل توقعاتهم والتركيز على مراقبة التقييمات وزيادة احتياطياتهم النقدية في محافظهم الاستثمارية.

و على الرغم من عدم اليقين الذي يحيط بالمستقبل، فإن العلاقة بين التقييمات والعوائد المستقبلية تؤكد على أهمية اتباع استراتيجية استثمارية منضبطة وطويلة الأجل لمواجهة التحديات المحتملة في الأسواق.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى