الاقتصادية

كيف حول هذا الملياردير 88% من موظفيه إلى أصحاب ملايين؟

يسعى رواد الأعمال دائمًا نحو تأسيس مشروعات ناجحة، وعندما تتحقق غايتهم يفكر البعض في كيفية توسعة نطاق أعمالهم من خلال إطلاق منتجات وخدمات جديدة أو عن طريق الاستحواذ على شركات أخرى أصغر وزيادة حصتهم السوقية، بينما يتخلى بعضهم عن أعمالهم ويقررون بيعها وجني مكاسب ضخمة.

ومن المعتاد أن تلك المكاسب الناتجة عن بيع الشركات تتوجه لزيادة ثروة مؤسسيها، ولكن تحدث الملياردير “مارك كوبان” مؤخرًا عن كيفية تخصيص بعض العائدات التي يجنيها من بيع أعماله لتوزيعها على الموظفين، وهنا نتناول نموذجًا آخر وهو  الملياردير”جاي تشودري”.

” تشودري” – البالغ من العمر حاليًا 65 عامًا –   هو المؤسس والمدير التنفيذي الحالي لشركة الأمن السيبراني السحابي التي يقع مقرها في كاليفورنيا “زسكالير” Zscaler وتبلغ قيمتها 28 مليار دولار تقريبًا، ويصل صافي ثروته حاليًا إلى 10.4 مليار دولار، وفقًا لتقديرات “فوربس”.

نشأ في ريف الهند وبعد التحاقه بالجامعة انتقل إلى الولايات المتحدة في عام 1980 وحصل على درجة الماجستير في الكمبيوتر والهندسة الصناعية بالإضافة إلى ماجستير إدارة الأعمال، وعمل لدى شركات تكنولوجية كبرى منها “آي بي إم” قبل أن يستقبل لتأسيس أول شركاته.

ولم يستخدم “تشوردي” المال قط كمقياس للنجاح، لكنه يرى أن الهدف منه هو إحداث تغيير في العالم، وذكر لشبكة “سي إن بي سي”: حياتنا ثمينة للغاية، إنها أقصر من أن تضيع وقتك، ويرى أن ريادة الأعمال غيرت تفكيره عن النجاح.

ما القصة؟

بدأت القصة في عام 1998، عندما باع رائد الأعمال “تشودري” شركته الناشئة التي تحمل اسم “سيكيور آي تي – SecureIT” التي أسسها هو وزوجته – بعدما استقالا من وظائفهما  – إلى المزودة لخدمات البنية التحتية للإنترنت “فيري ساين –VeriSign” في صفقة تمت بالكامل في صورة أسهم من أجل تحقيق مكاسب ضخمة.

وبلغت قيمة بيع  “تشودري” لأولى شركاته 70 مليون دولار، لكنه لم يركز على ثروته الشخصية، بل فكر في كيفية تحويل أغلبية موظفيه إلى مليونيرات، وكان حينها لديه ما يكفي من المال كي يكون سعيدًا: إذ كان يمتلك هو وزوجته منزلاً مناسبًا للطبقة المتوسطة في ذلك الحين، ولم يكن لديها أي سيارت فخمة.

0974e7f0 2073 4383 9303 4b3aa79903d5 Detafour

وبعد مرور حوالي عامين على إتمام الصفقة، ارتفع سهم “فيري ساين” وأصبح أكثر من 70 موظفاً من بين إجمالي عدد موظفي “سيكيور آي تي” البالغ 80 موظفًا من أصحاب الملايين على الورق.

وصرح “تشودري” قائلاً: أصيب الناس بالجنون في الشركة لأنهم لم يفكروا قط في الحصول على هذا القدر من المال، اشترى الكثير منهم منازل جديدة، والبعض سيارات جديدة، وأخذ أحدهم إجازة مدتها ستة أشهر وسافر في أنحاء البلاد، وأصبح بوسعهم أن يفعلوا ما أرادوا أن يفعلوه.

هل واصل السهم الارتفاع؟

بين تاريخ الاستحواذ وفبراير 2000، ارتفع سهم “فيري ساين” المتداول في “ناسداك” بأكثر من 2300% وبلغ 253 دولارًا للسهم الواحد، بدعم من عمليتين تجزئة للسهم وفقاعة مؤقتة لأسهم قطاع التكنولوجيا.

وانفجرت الفقاعة في وقت لاحق من ذلك العام، وخسر السهم ما يقرب من 75% من ذلك المستوى في نهاية عام 2000، ثم تراجع إلى حوالي 4 دولارات في عام 2002، لكنه عاود الصعود ووصل إلى 254 دولارًا في يناير 2021، ثم انخفض مرة أخرى حتى أغلق تعاملات أمس الأربعاء عند 174.97 دولار.

cec80283 1948 4b14 a535 4df57cdbafbe Detafour

لكن تذكر “تشودري” نصيحة “جيم بيدزوس” رئيس “فيري ساين” آنذاك بشأن ما يجب فعله بأسهمه: بيع بعض الأسهم شيئًا فشيئًا بشكل منتظم، وبالفعل ساعدته تلك الاسترتيجية في جني بعض المكاسب من الصعود القوي للسهم قبل انهيار السوق.

أما عن مصير موظفي “سكيور آي تي” الذين شاركوه في مكاسب صفقة الاستحواذ، فلا يعلم “تشودري” ما إذا كانوا باعوا أسهمهم أم احتفظوا بها.

لكنه في نهاية عام 1999، عندما ترك “فيري ساين” أقام له موظفوه السابقون حفلاً لكنه لم يدرك وقتها بشكل كامل تأثير قرار بيع “سكيور آي تي” على هؤلاء الموظفين.

وعندما عاد إلى منزله وفحص البيانات التي تشمل كافة خيارات الأسهم التي حصل عليها موظفوه السابقون وحسبها بناءً على سعر سهم “فيري ساين” أدرك حينها أن من 70 إلى 80 منهم أصبحوا مليونيرات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى