كيف تعمل وذهنك شارد؟
لا شكّ أن القدرة على التفكير في أمر ما وتقليبه من كافة جوانبه هي قدرة بشرية رائعة، فهي تسمح لنا بالتخطيط والاستعداد، ومحاولة تحليل المواقف المعقدة، واتخاذ قرارات ذات مغزى.
بيد أن هذه القدرة على التفكير والتخيّل يمكن أن تُشعرنا أيضًا بأننا محاصرون بكم هائل من الأفكار أو الصور المتكررة التي تعيق قدرتنا على التركيز وتجعلنا شاردي الفكر.
يمكن أن يحدث الشرود لأسباب عديدة. قد تؤدي بعض الأحداث الشخصية أو العالمية المؤلمة التي تتحدى إحساسنا بالإنصاف والعدالة إلى مراجعة مستمرة بينما نحاول فهمها.
يمكن ونحن نخطط لأحد المشاريع المستقبلية أن نتخيل كل الأشياء التي قد تسوء – ما يثير قلقنا.
أو يمكن أن تشرد أفكارنا في استرجاع الأحداث الماضية مع الشعور بالأسف والخوف الذي يزيد من محنتنا بينما نحاول “إعادة تصور” الماضي.
قد تساعد بعض هذه الاقتراحات في مقاطعة هذه الدورة وإعادة توجيهنا إلى استخدامات أكثر إرضاءً لعقولنا وأجسادنا.
كيف تعمل وذهنك شارد؟ |
|
1- انتبه |
يتكون دماغ الإنسان من مليارات الخلايا العصبية التي تتواصل باستمرار بعضها مع بعض. لهذا السبب فإنك ستجد في اللحظة التالية قطاراً من الأفكار بدأ في الظهور ليبدأ عقلك في التجول بينها. لذا فإن ملاحظة أننا علقنا في حلقة من التفكير المتكرر هي خطوة أولى مهمة. أ. خصص وقتًا لتطوير مهارة الملاحظة. – تتمثل إحدى الاستراتيجيات في تخصيص وقت للممارسات التي تنطوي على التركيز على شيء واحد، وبالتالي سنلاحظ عندما تشرد عقولنا. – هذه هي إحدى الطرق لبناء مهارة الانتباه. يمكن أن يكون الجلوس في وضع مستقيم ومريح وزيادة الوعي بالتنفس أو ممارسة تمارين الحركة مثل اليوغا أو التاي تشي مفيدًا. ب – أضف الوعي إلى الحياة اليومية – يمكننا أيضًا أن نعتاد على التحقق بشكل دوري، على مدار الساعة، أو عندما نغير المهام، لمعرفة مواطن تركيزنا. – أو قد نلاحظ عندما تتشتت أفكارنا في المحادثة أو أثناء القيام بمهمة ما. قد يكون من المفيد كتابة ما نفكر فيه ثم إعادة توجيه انتباهنا إلى المهمة المطروحة. |
2- توقف لبرهة |
– عندما نلاحظ أن عقولنا قد شردت في مواضيع لم نخترها، يمكننا أن نتوقف للحظة. – قد يتضمن ذلك التنفس العميق، أو التمدد، أو القيام بنزهة قصيرة والانتباه إلى أحاسيسنا ونحن نخطو على قدم واحدة ثم على الأخرى. – أو قد ننظر من النافذة، أو نفعل شيئًا آخر يشحذ حواسنا (على سبيل المثال، الشم أو التذوق أو لمس شيء ما) – يمكن أن يمنعنا التوقف المؤقت من الاستغراق في الأفكار والصور التي تظهر لنا ويمكن أن يسمح لنا باتخاذ خيارات متعمدة بدلاً من ذلك. |
3- التعاطف وليس النقد |
– عندما يحاول المرء أن يكون حاضرًا مع شخص ما في حياته، أو لإنجاز مهمة، غالبًا ما يشعر بالإحباط من نفسه وعقله عندما يخرج عن المسار ويفقد التركيز. – ومع ذلك، فإن انتقاد النفس لا يساعد على إيلاء اهتمام أفضل — بل يضيف شيئًا آخر لقائمة مشتتات الفكر. – بدلاً من ذلك، تحلَّ بقدرٍ من التعاطف والعناية بنفسك في الوقت الحالي. مثل ملاحظة الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك، أو القيام بشيء يهدئك، مثل تناول فنجان من الشاي أو الاستماع إلى الموسيقى. – اعلم أن ذهنك قد انجذب إلى شيء ما لسبب وجيه، وأن مشاعرك مفهومة ومبررة، وحاول التعامل مع حالة عدم اليقين أو الضيق قدر الإمكان. – مع هذا التعاطف، يمكنك بعد ذلك تحويل انتباهك إلى ما تريد القيام به حقًا. |
4- فكر في التصرف الذي تريد عمله |
– بمجرد أن نقطع عادتنا في التفكير، ونلاحظ الموضوع، ونتوقف مؤقتًا، يمكننا التفكير في التصرف الذي نريد اتخاذه. – إذا كانت الأفكار المشتتة مرتبطة بمشكلة نريد حلها، فيمكننا تخصيص الوقت للعمل بشكل أكثر فاعلية على حل المشكلة وتحديد كيفية التعامل معها. – يمكن أن تساعدنا هذه الأسئلة في تبيان ما إذا كنا نفكر في مشكلة يمكننا حلها، أو القلق في محاولة لتجنب عدم اليقين. – يمكننا أيضًا التواصل مع ما يهمنا، واختيار التصرفات التي تتفق مع تلك القيم. – إذا كانت عقولنا تضج بأفكار الظلم والأذى للآخرين، فقد نختار إجراءات مثل العمل التعاوني والتضامن المجتمعي. – إذا كنا نفكر في الأضرار التي تلحق بنا، فيمكننا أن نقرر ما الذي سيكون إصلاحياً أو تصالحياً بالنسبة لنا، ونختار تلك التصرفات التي تسترشد بحكمتنا الداخلية وإدراكنا لما هو مهم بالنسبة لنا. – ثم يمكننا مواصلة هذه الدورة في كل مرة تنشغل فيها عقولنا وتأخذنا بعيدًا عن الانهماك الكامل في حياتنا. |