تكنولوجيا

كيف تسعى الشركات التكنولوجية الكبرى للحاق بركب الذكاء الاصطناعي؟

تسعى الشركات التكنولوجية جاهدة لتركيز جهودها ومواردها من أجل التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وخاصة الكيانات التي تأخرت في تبني تلك التقنية سريعة النمو.

وأفاد تقرير نشرته “بلومبرج” أن “آبل” تجري مفاوضات مع “جوجل” تسمح لها بالاعتماد على نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي “جيميناي” في تقديم مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة في جوالات الآيفون.

وذلك بعدما تخلفت “آبل” عن الركب في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، مقارنة مع  “أوبن إيه آي” التي طرحت روبوت الدردشة “شات جي بي تي” في 2022، وشركات تكنولوجية منها “جوجل” و”مايكروسوفت” التي أطلقت ميزات جديدة.

كما تعاونت صانعة الرقائق الأكبر قيمة في العالم “إنفيديا” مع شركات “سيسكو سيستمز” و”سيرفس ناو” و”أدوبي” في صفقات مماثلة.

وتعمل الشركات التي تبنت الذكاء الاصطناعي مبكرًا مثل “جوجل” و”إنفيديا” بالإضافة لعدد قليل من الشركات الناشئة منها “أوبن إيه آي” على الهيمنة على العملاء والإيرادات والحصة السوقية.

وبالتالي لم يصبح أمام شركات التكنولوجيا التي تأخرت عن الركب سوى إبرام شراكات، على سبيل المثال بعد إطلاق “شات جي بي تي” في أواخر نوفمبر أدركت “مايكروسوفت” سريعًا الإمكانات واستثمرت مليارات الدولارات في الشركة المطورة “أوبن إيه آي” وأدرجت الذكاء الاصطناعي التوليدي في أدواتها.

لكن واجهت شركات تكنولوجية رائدة أخرى صعوبة في اللحاق بالركب مع النمو السريع للغاية للذكاء الاصطناعي التوليدي واتساع الهوة بين منافسيها.

وعلى الرغم من أنه يُنظر لشركة “أدوبي” على أنها مستفيدة من طفرة الذكاء الاصطناعي، إلا أن السهم تراجع في نهاية الأسبوع الماضي بأكبر وتيرة في 18 شهرًا  -بنسبة 13.7%- بسبب الجدول الزمني لتوليد إيرادات كبيرة من تلك التكنولوجيا والذي أحبط المستثمرين.

وبالتالي فإن الشركات التي تتمتع بأفضل وضع يمكنها من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي هي تلك التي لم تستثمر مبكرًا في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي فقط، بل التي نجحت أيضًا في دمج تقنيات تلك التكنولوجيا في منتجاتها وخدماتها ونماذج أعمالها.

تحليلات للفجوة بين شركات التكنولوجيا في السباق نحو الذكاء الاصطناعي

الرؤية

التوضيح

السعي للحاق بالركب

ذكر “جيف صامويلز” المدير التنفيذي للعمليات لدى شركة البرمجيات “إيترابل” في مقابلة: ما نراه اليوم هو أن هذه الشركات العريقة تحاول اللحاق بالركب، وحدث ذلك من قبل مع الإنترنت والحوسبة السحابية ويحدث الآن مع الذكاء الاصطناعي.

أصبحت الشركات الكبرى والرائدة تتقدم سريعًا من خلال الشراكات والاستثمارات وحتى عمليات الاستحواذ.

تصور جديد للمستقبل

ذكر “ستيفن ميسر” الشريك المؤسس لمنصة الذكاء الاصطناعي التوليدي للمبيعات التجارية بين الشركات “كولكتيف آي” أن شركات مثل “ساب” و”أوراكل” و”سيرفس ناو” و”أدوبي” و”آي بي إم” وغيرها عليها أن تتصور مستقبلا يحل فيه الذكاء الاصطناعي محل العديد من مسارات العمل التي صممت أدواتها الأساسية لدعمها.

أضاف “ميسر” أن شركة البرمجيات “سيلزفورس” تعد نموذجًا ساطعًا لشركة تكافح من أجل التكيف بسبب استثمارها في نموذج الأعمال الحالي الذي يواجه تحدي الذكاء الاصطناعي.

موضحًا: التكنولوجيا التي تقدمها الشركة مصممة لدعم سير العمل وليس العمل نفسه، وأصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يحل محل أي مسار عمل قابل للتنبؤ ويعتمد على البيانات.

ومن أجل تبني الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، يتعين على “سيلزفورس” قبول فكرة أن الكثير من العمل الذي قدمته قد انتهى وقته.

بطء التكيف

ذكر “نيك قريشي” الخبير الاستراتيجي في التحول الرقمي خلال تقرير مؤخرًا: أنه على الرغم من جهود شركات “إنتل” و”آي بي إم” و”أوراكل” إلا أنها تواجه تحديات بسبب بطء تكيفها نسبيًا مع متطلبات ابتكار وتطبيق الذكاء الاصطناعي.

التحرك بحذر

يرى “هوارد ويلسون” المدير المالي لدى شركة الحوسبة السحابية الأمريكية “باجر دوتي” أن شركات التكنولوجيا التي لحقت بالركب متأخرًا، تتعامل مع الأمر بالكثير من الحذر.

إنها ترغب في المخاطرة، لكن بعضها حذر.

وأشار إلى أن استخدامات الذكاء الاصطناعي تتطلب قدرًا من التعقيد والتغييرات المتطورة في تطبيقات الأعمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى