كيف تؤثر العقليات غير المنتجة على قادة الشركات وتستنزفهم؟
كثيرًا ما يغفل قادة الشركات عن التأثير السلبي الذي تمارسه العقول غير المنتجة على طاقاتهم، ونظرًا لانتشار هذه الظاهرة في جميع أرجاء المؤسسة، بدءًا من أعضاء الفريق وصولًا إلى الشركاء الخارجيين، فإن تعلم كيفية التعامل معها يمثل تحديًا أساسيًا في فن القيادة.
أظهرت دراسة حديثة أن الرؤساء التنفيذيين يواجهون تحديات رئيسية تستنزف طاقتهم، وهي تحديات مشتركة بين جميع القادة.
وتتضمن أمثلة عقلية الآخرين السلبية وغير المنتجة ما يلي:
– عندما يركز الآخرون على أجندتهم الخاصة بدلاً من مصلحة الشركة.
– عندما يركز الآخرون على الطريقة التي اعتادوا بها القيام بالأشياء بدلاً من إدخال أفكار جديدة.
– عندما يكون لدى الآخرين عقلية سلبية، أو يشكون أو يتصرفون بطريقة مراوغة.
إن الأفراد ذوي العقلية غير المنتجة يشبهون مصاصي الدماء النفسيين، حيث يستنزفون طاقة الآخرين الإيجابية ويحولونها إلى طاقة سلبية.
ينتشر ها السلوك السلبي انتشار النار في الهشيم في بيئة العمل، مما يؤدي إلى إحباط الموظفين وتراجع إنتاجيتهم.
من جهة أخرى، يجد القادة أنفسهم في معركة شاقة وهم يحاربون طواحين الهواء، حيث يحاولون تغيير عقلية مرؤوسيهم دون أن يدركوا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل.
وفي حقيقة الأمر، القادة لديهم قدر محدود من الطاقة؛ وتوجيهها في المكان الصحيح مهم، وبشكل عام، أنت تتحكم في الخيارات التي تتخذها ويمكنك أن تصبح متمكنًا في نفسك.
5 أساليب بسيطة لتحويل التفاعلات السلبية إلى فرص إيجابية |
||
1- اهتم برفاهيتك
|
|
تتطلب منا القيادة الفعالة أن نكون مصدرًا دائمًا للطاقة والإلهام، وللوصول إلى هذا المستوى من القيادة، يجب علينا أن نعتني بأنفسنا أولًا. فمن خلال الاهتمام بـرفاهيتنا الجسدية والنفسية والعاطفية والروحية، نصبح قادرين على تجديد طاقتنا، وبالتالي قيادة فرقنا بكفاءة أكبر. |
2- تقييم موارد الطاقة الشخصية |
|
بعد كل تفاعل اجتماعي، خصص بعض الوقت لتقييم مستوى طاقتك، هل شعرت بالنشاط والحيوية، أم بالحياد، أم بالإرهاق؟ حاول تحديد الأشخاص أو المواقف التي تستنزف طاقتك بشكل متكرر، قد تلاحظ أن تفاعلاتك مع شخص واحد قد تختلف في تأثيرها على مستوى طاقتك من مرة لأخرى. كن أكثر انتباهاً للأشخاص الذين يسببون لك إحساسًا مستمرًا بالاستنزاف بعد التفاعل معهم. |
3- ضع حدودًا وحافظ عليها
|
|
بمجرد أن تدرك أن بعض الأشخاص يستنزفون طاقتك بشكل كبير، من الضروري اتخاذ خطوات لحماية نفسك. يمكنك البدء بتحديد الأمور التي يمكنك التحكم فيها لوضع حدود واضحة، وقد تشمل هذه الحدود تحديد كمية الوقت الذي ترغب في قضائه مع هؤلاء الأشخاص، وتحديد نوعية التفاعلات التي ترغب بها، واختيار الطرق الأكثر فاعلية للتواصل معهم. |
4- حدد بوضوح نطاق تأثيرك على الآخرين |
|
بطبيعة الحال، هناك فرص سانحة لتقديم الدعم والتشجيع، كأن تساعد شخصًا ما على تطوير عقليته وتبني نظرة أكثر مرونة. لكن لا تنس أن التغيير الداخلي هو قرار فردي، ولا يمكن فرضه، بدلاً من ذلك، تعلم التمييز بين ما يمكنك تغييره وما لا يمكنك تغييره، ووجه طاقتك نحو ما هو واقع تحت سيطرتك. اعرف حدود قدراتك، وركز على ما تستطيع تغييره، وتقبل ما لا تستطيع تغييره. |
5- تنمية الامتنان لبناء عقلية إيجابية |
|
إن بناء عقلية إيجابية هو المفتاح لتحسين حياة المرء، فهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة السعادة والقدرة على التفكير بإيجابية. من خلال تنمية الامتنان، يمكنك تدريب عقلك على رؤية الجانب المشرق من الحياة، مما يسهم في زيادة مرونتك وقدرتك على مواجهة التحديات. إليك هذه الخطوات البسيطة لتنمية الامتنان وبناء تفكير إيجابي وسعيد: – ابدأ بتدوين قائمة بما تشعر بالامتنان له في مكان عملك، مع التركيز على الجوانب الإيجابية التي تساهم في نجاحك ونجاح فريقك. – تطرق إلى جوانب مختلفة في عملك، مثل طبيعة المهام المنوطة بك، وأسلوبك في التعامل مع زملائك، ودورك في تحقيق أهداف المنظمة، والبيئة المحيطة بك. – لا تنسَ التعبير عن امتنانك للأمور البسيطة التي قد تبدو بديهية، والتي تساهم في تسهيل عملك اليومي. – توجه بالشكر والعرفان إلى جميع من ساهم في نجاحك، سواء كانوا زملاء أو رؤساء أو مرؤوسين. – تأمّل في السبل التي يمكن من خلالها تحفيز زملائك وتحسين أدائهم، مع مراعاة اختلاف شخصياتهم وقدراتهم. |
في الختام، يُعد التعامل مع العقليات السلبية وغير المنتجة من التحديات الكبيرة التي تواجه القادة في بيئات العمل المختلفة.
ومع ذلك، فإن تطبيق الاستراتيجيات الخمس الفعّالة يمكن أن يساعد القادة على حماية أنفسهم من الاستنزاف، والحفاظ على طاقاتهم وإنتاجيتهم.
من خلال فهم هذه التحديات والتعامل معها بوعي وحكمة، يستطيع القادة توجيه فرقهم نحو تحقيق أهدافهم بكفاءة وفاعلية، مما يعزز من نجاح المنظمة ككل ويضمن بيئة عمل أكثر إيجابية وتحفيزاً.