كيف تأثر أداء الذهب بفترات رئاسة الولايات المتحدة خلال الثلاثين عامًا الماضية؟

حقق الذهب أداءً استثنائياً هذا العام مع صعوده لمستويات قياسية جديدة 33 مرة منذ بداية 2024، وذلك في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي “جو بايدن” الذي تولى منصبه مطلع 2021 في خضم أزمة وباء كوفيد-19.

والشاهد في الأمر أن تفوق أداء الذهب هذا العام يرجع إلى عدة عوامل مختلفة اقتصادية وسياسية، منها توقعات قرب انتهاء دورة التشديد النقدي العالمية، ومخاوف الركود الاقتصادي التي دفعت المستثمرين للتحوط ضد المخاطر عن طريق اقتناء المعدن الأصفر.

بالإضافة إلى إقبال المستهلكين في دول الشرق، وخاصة الصين والهند على شراء الذهب، فضلاً عن تصاعد مشتريات البنوك المركزية لأسباب منها مخاوف فقدان الدولار هيمنته العالمية.

لكن التوترات الجيوسياسية لعبت دوراً حاسماً في صعود أسعار الذهب مؤخراً، بداية من الحرب الروسية الأوكرانية، ووصولاً إلى النزاع العسكري في الشرق الأوسط الذي شارف على إتمام عام كامل.

وربما تؤثر سياسات الرؤساء الأمريكان خلال فترات ولايتهم على أداء المعدن النفيس، لما للولايات المتحدة من مكانة مهيمنة عالمياً، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.

ورغم المستويات القياسية التي حققها الذهب في الآونة الأخيرة، لم يكن أداء المعدن الأصفر خلال رئاسة “بايدن” هو الأفضل خلال العقود الثلاثة الأخيرة، أو تحديداً منذ عام 1989، مع الأخذ في الاعتبار أن ولايته لم تنتهِ بعد وتستمر حتى يناير 2025.

ارتفع سعر الذهب بنسبة 38% منذ تولى “بايدن” رئاسة البلاد، مقارنة بصعوده بأكثر من 200% خلال ولاية “جورج بوش” الإبن، وربما كان السبب في ذلك التوترات العالمية التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

وربما كان الذهب ليواصل الارتفاع أكثر من ذلك لولا وقوع الأزمة المالية العالمية عام 2008 في نهاية ولايته، والتي تسببت في إثارة مخاوف المستثمرين تجاه ركود الاقتصاد الأمريكي، ودفعتهم للجوء إلى الاحتفاظ بالدولار كملاذ آمن.

وأدى ذلك إلى انخفاض سعر الذهب بنسبة 30% خلال فترة ما بين ذروة ارتفاعه عام 2008 إلى أدنى مستوى له في العام ذاته، وفيما يلي أداء المعدن النفيس خلال فترات ولاية رؤساء الولايات المتحدة منذ عام 1989.