الاقتصادية

كيف أدى التحول السريع نحو السيارات الكهربائية إلى زيادة عدد مصانع الزومبي في الصين؟

تشهد السيارات العاملة بالكهرباء طفرة واضحة خاصة في الصين مما دفع كبرى الشركات في الصناعة إلى تركيز جهودها ومستهدفاتها على تلك المركبات بدلاً من نظيرتها العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.

وهو ما دفع بعض المصانع القديمة في الصين لتغيير نشاطها إلى السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي أو المركبات العاملة بالبطاريات فقط، بينما لا تستطيع مصانع أخرى القيام بذلك التحول، مما يمثل مشكلة لكل من الشركات الأجنبية والمحلية.

وفي عام 2017، استثمرت “هيونداي موتور” 1.15 مليار دولار في مصنع جديد يقع في تشونغتشينغ جنوب غرب الصين بهدف الوصول إلى إنتاج 300 ألف وحدة سنويًا من السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، ولكن بعد ذلك بحوالي ست سنوات وتحديدًا في ديسمبر 2023، اضطرت الشركة الكورية إلى بيع المصنع مقابل 225.9 مليون دولار فقط، بعد توقف المبيعات في ظل التحول السريع للمستهلكين في الصين نحو المركبات الكهربائية.

وتراجعت المبيعات الإجمالية لـ “هيونداي” و”كيا” معًا في الصين إلى 310 آلاف وحدة في 2023، مقارنة ببيع 1.8 مليون وحدة تقريبًا في 2016، بسبب السقوط الحر لمبيعات السيارات العاملة بالمحركات التقليدية.

كيف تراجع إنتاج الصين من السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي لصالح مركبات الطاقة الجديدة عبر السنوات الأخيرة؟

العام

إنتاج سيارات محركات الاحتراق الداخلي
(مليون وحدة)

إنتاج مركبات الطاقة الجديدة
(مليون وحدة)

2017

28.1

0.8

2018

26.8

1.3

2019

24.6

1.2

2020

23.9

1.4

2021

22.8

3.5

2022

20.0

6.9

2023

20.6

9.5

وذكر “بيل روسو” المدير السابق لـ “كرايسلر” في الصين ومؤسس شركة الاستشارات “أوتوموبيليتي” أن التراجع الحاد في مبيعات السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي يعني أن حوالي  نصف الطاقة الإنتاجية للصناعة غير مستخدمة.

وأضاف “روسو” أن العديد من شركات صناعة السيارات في الصين تواجه خيارين: إما إبقاء مصانعها متوقفة أو إنتاج جزء وإرساله لروسيا أو المكسيك.

وفي العام الماضي، أعلنت “فولكس فاجن” عن استثمارات بقيمة 5 مليارات يورو في الصين بهدف تعزيز إنتاج السيارات الكهربائية، وبدأت تحويل بعض خطوط مصانعها في البلاد لإنتاج تلك المركبات العاملة بالبطاريات.

ويعد مصنع “هيونداي” واحدًا من مئات المصانع التي يطلق عليها “مصانع الزومبي” التي تنبأ بها محللون في سوق السيارات الصينية التي تعد الأكبر في العالم من حيث المبيعات والإنتاج، كما أصبحت في العام الماضي أكبر الدول المصدرة للمركبات متفوقة على اليابان.

أكبر الدول المصدرة للسيارات في العالم في 2023

الترتيب

الدولة

حجم الصادرات في 2023
(مليون وحدة)

01

الصين

4.9

02

اليابان

4.3

03

ألمانيا

3.1

هذا إلى جانب حرب الأسعار التي يشهدها سوق السيارات في الصين والذي يعزز الضغوط على شركات الصناعة الرائدة مثل اليابانية “تويوتا” والألمانية “فولكس فاجن” والأمريكية “جنرال موتورز” التي كانت أبطأ في طرح سيارات كهربائية أو هجينة بتكلفة منخفضة، وبالتالي فقدت حصة سوقية سريعًا لصالح الصينية “بي واي دي” والأمريكية “تسلا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى