اقتصاد المغرب

كنز جبل تروبيك.. هل يجعل المغرب من أغنى دول العالم؟

يُثير اكتشاف جبل تروبيك، الغارق قبالة سواحل العيون المغربية، آمالًا عريضة بإمكانية تحويل المغرب إلى أغنى دول العالم. لكن هل يُمكن لهذا “الكنز” المزعوم أن يُحقق الوعد؟

حيث في منطقة جبل تروبيك بالمغرب، تتموضع إحدى أكبر تجمعات الفوسفات في العالم، وهو مورد استراتيجي يلعب دوراً حيوياً في اقتصاد المملكة المغربية. تلك الكميات الهائلة من الفوسفات لها أثر كبير في تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز الصادرات، وتوفير فرص العمل للملايين.

يتكون جبل تروبيك من بركان ضخم غارق تحت الماء، على بعد 200 كيلومتر من سواحل العيون،
ويُقدّر عمقه بين 1000 و 4000 متر. وتشير التقديرات إلى احتوائه على ثروة هائلة من المعادن النادرة، مثل التيلوريوم والكوبالت والنيكل والرصاص والفاناديوم والليثيوم.

و تفوق المعادن في جبل تروبيك تركيزها في أي موقع أرضي آخر بـ 50000 مرة. حيث تُستخدم هذه المعادن في مجالات حيوية مثل صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية والهواتف الذكية، ذات الطلب المتزايد عالميًا.

و تُقدر احتياطيات المعادن في جبل تروبيك بـ 2 مليار طن، ما يعادل 10 أضعاف احتياطيات الليثيوم في العالم.

و يُمكن أن يُساهم استغلال جبل تروبيك في تنويع الاقتصاد المغربي، خلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما يُمكن أن يُساهم هذا الكنز في تحسين مستوى معيشة المواطنين المغاربة من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية والخدمات الاجتماعية .

بالإضافة أنه سيمكن المغرب أن يُصبح لاعبًا رئيسيًا في مجال المعادن النادرة على الصعيد العالمي.

و تتطلب عملية استخراج المعادن من أعماق البحار تقنيات متطورة وباهظة الثمن، ما قد يُعيق استغلالها تجاريًا. كما تقع جزء من مساحة جبل تروبيك في المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وإسبانيا، مما قد يُشكل عائقًا أمام استغلاله.

كما تُثير عملية استخراج المعادن من قاع البحر مخاوف بيئية بشأن تأثيرها على الحياة البحرية والنظم البيئية. و تفتقر المغرب إلى الخبرة اللازمة في مجال استخراج المعادن من قاع البحر، مما قد يُعيق عملية استغلال جبل تروبيك.

لذا، يمثل كنز جبل تروبيك بالمغرب بداية جيدة نحو تعزيز اقتصاد البلاد، لكن التحول نحو الاستقرار المستدام والازدهار الشامل يتطلب جهوداً استراتيجية متعددة الأوجه تعتمد على التنويع الاقتصادي وتحسين بنية البنية التحتية وتعزيز الابتكار والريادة.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى