الذكاء الاصطناعي يتجه لإحداث ثورة في التعليم
– يشدد سلمان خان في كتابه “كلمات جديدة جريئة” على أهمية استغلال المعلمين لقدرات الذكاء الاصطناعي لابتكار تجارب تعلم مخصّصة للطلاب، كما يفعل من خلال منصة خانميغو (Khanmigo).
– ورغم أن الكتاب لا يتعمق في تحليل التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي على الممارسات التعليمية بشكل عام، إلا أنه يرسم صورة واعدة لاستخدام هذه التقنية في تعزيز أساليب التدريس والتقييم ودعم العملية التعليمية في الفصول الدراسية التقليدية.
– يصف سلمان خان في كتابه الأخير، “عالم جديد: كيف سيساهم الذكاء الاصطناعي في ثورة التعليم ولماذا هو أمر جيد”، تجربة فريدة تتمثل في امتلاك مدرس شخصي متاح على مدار الساعة.
– هذا المدرس ليس مجرد ملقن للمعلومات، بل هو شريك في التعلم يتكيف مع أسلوب كل طالب ووتيرته الخاصة.
– ولا يقتصر دوره على الإجابة على الأسئلة، بل يتعمق في طرح أسئلة محفزة ومبتكرة تدفع الطالب إلى التفكير النقدي والإبداعي، وربط المفاهيم ببعضها بطرق مبتكرة.
– وفي خبر حصري، كشف سلمان خان، مؤسس منصة خان أكاديمي، عن تجربته مع أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
– فقد حصل خان على فرصة للتعامل مع روبوت الدردشة جي بي تي 4 قبل إطلاقه رسمياً، واستطاع فريقه تطوير حلول مبتكرة لمشكلة المعلومات غير الدقيقة التي تعاني منها هذه الروبوتات. ونتيجة لذلك، أطلق خان منصة تعليمية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحمل اسم خانميغو.
– بفضل منصة خانميغو، يمكن إحياء الشخصيات التاريخية والخيالية، مما يتيح للدارسين التفاعل معها بشكل طبيعي وكأنهم يتحدثون إلى صديق مقرب، ويمكنهم طرح الأسئلة والاستفسارات حول دوافع تلك الشخصيات وأفكارها، دون قيود أو تكلف.
– يُسلط الكتاب الضوء على إمكانات خانميغو في تطوير التعليم، فمن خلال تفاعله مع الطلاب، يمكن لهذا النظام الذكي تقييم مستوى فهمهم للمادة وتحديد نقاط ضعفهم بدقة. وبفضل ملاحظاته الفورية، يمكن للطلاب سد الثغرات المعرفية بسرعة أكبر، مما يعزز من فعالية عملية التعلم.
– لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على دعم الطلاب فحسب، بل يمتد ليشمل المعلمين وأولياء الأمور أيضًا.
– يشرح خان آلية عمل الذكاء الاصطناعي في توفير مواد تعليمية مصممة خصيصًا لكل طالب، وذلك بالاستناد إلى تحليل دقيق لأدائه وفهمه للمفاهيم.
– كما يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير استراتيجيات تدعيمية للطلاب، خاصة في الجوانب التي قد يغفل عنها المعلم.
– ولكن هذا التطور التكنولوجي لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الطرق التقليدية للتعليم داخل الفصول الدراسية.
– يؤكد خان طوال الكتاب على أهمية التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم، وكذلك التعاون بين الطلاب أنفسهم.
– هذه التجربة التعليمية التقليدية لا تزال ذات قيمة كبيرة، فهي توفر للطلاب فرصة للاستفادة من خبرة المعلم والتفاعل مع أقرانهم، مما يساهم في تقليل ظاهرة الغش الأكاديمي.
– تبدو الرؤية المستقبلية للتعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي واعدة ومثيرة، ولكن برغم أهميتها، قد لا تشمل كل الاحتمالات والتحديات التي قد تواجهنا، فالذكاء الاصطناعي قادر على إحداث ثورة في التعليم بطرق متعددة ومتنوعة.
– ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الثورة، خاصة في بيئات التعليم التقليدية، يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف المعنية – طلابًا ومعلمين وأولياء أمور وإداريين – من خلال تبني واستخدام منصات الذكاء الاصطناعي نفسها.
– و هذا يتطلب من المؤسسات التعليمية أن توّحد جهودها على منصة واحدة أو على الأقل أن تضمن أن جميع الأدوات المستخدمة تتوافق مع معايير الجودة والدقة التي تدعم عملية التعلم.
– يجب أن ندرك أن مشكلة “الهلوسة”، أي توليد معلومات خاطئة، هي سمة متأصلة في نماذج اللغات الكبيرة التي تعتمد عليها أدوات الذكاء الاصطناعي.
– وهذا يعني أن كل من يبني أدوات جديدة على هذه النماذج يجب أن يضيف إليها ضمانات إضافية لضمان دقة المعلومات، ومع ذلك، قد لا تتوافق هذه الضمانات دائمًا مع أهدافنا التربوية.
– إذا لم نتعامل بحذر مع دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، فقد يؤدي ذلك إلى تخطي الطلاب لبعض المراحل الأساسية في التعلم، مما قد يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي.
– تشهد أدوات الذكاء الاصطناعي انتشاراً واسعاً، إذ أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أنظمة التشغيل، محركات البحث، برامج المكاتب، وحتى هواتفنا الذكية.
– هذا الانتشار المتسارع يجعل من الضروري دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، لتمكين الطلاب من مواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلية.
– يتوقع من خريجي الجامعات والكليات التعامل بفاعلية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن مع التنوع الكبير في هذه التقنيات، لا يكفي فقط تعليم الطلاب استخدامها، بل يجب تدريبهم على تقييم مخرجاتها وتحليلها بشكل نقدي.
– يركز الكتاب على أهمية فهم الذكاء الاصطناعي وآثاره المجتمعية، لكنه يقتصر بشكل كبير على التأكيد على ضرورة دمج هذه التقنيات في التعليم.
– ومن الأهمية بمكان استكشاف الآثار الجانبية المحتملة لتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك التي لم يتم تصميمها خصيصاً للبيئة التعليمية، وكيف يمكن لهذه الأدوات أن تغير – إيجاباً أو سلباً – من أساليب التدريس والتعلم.
– مع ذلك، فإن خان يقدم لنا نظرة إيجابية حول إمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في الارتقاء بمستوى التدريس والتعلم والتقييم.
– فهو يقدم لنا رؤية واضحة ومسؤولة لاستخدام هذه التقنيات في مجال التعليم، ويفتح آفاقاً جديدة أمام المعلمين لتعزيز ممارساتهم التربوية.