كريم زيدان، المسؤول السابق في BMW، يقود وزارة الاستثمار بالمغرب
تخطو المملكة المغربية خطوة استراتيجية بتعيين كريم زيدان وزيراً منتدباً للاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، حيث جاء هذا التعيين بعد تعديل حكومي، ليكون زيدان، المقيم في ألمانيا والمسؤول السابق في عملاق صناعة السيارات BMW، خلفاً لمحسن الجزولي.
و يمتلك زيدان خبرة تمتد لأكثر من عشرين عاماً كمهندس تطوير لدى “BMW Motor Company” وكرئيس شركة “Zidcon” للاستشارات الاستثمارية، ما يضفي على منصبه الجديد بُعداً خاصاً قد يسهم في تعزيز العلاقات الاستثمارية بين المغرب وألمانيا.
تم اختيار زيدان، المولود في سوق الأربعاء الغرب عام 1969، لقيادة الوزارة نظراً لدرايته الواسعة ببيئة الأعمال الألمانية، وتوقعات بزيادة الاستثمارات الألمانية في المملكة.
وقد شهدت العلاقات المغربية الألمانية طفرة ملحوظة بعد اعتراف ألمانيا بمصداقية مخطط الحكم الذاتي للصحراء المغربية، مما انعكس إيجاباً على التعاون الاقتصادي، حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين حوالي 6 مليارات يورو في 2023، وفقاً لسفيرة المغرب بألمانيا، زهور العلوي.
يعتبر قطاع السيارات من أبرز مجالات التعاون، حيث يتوقع المغرب جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية فيه، خاصة مع توجه الشركات الألمانية لتعويض التحديات اللوجستية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة.
ووفقاً لتقرير اقتصادي حديث، يشكل قطاع السيارات 33% من صادرات المغرب، مما يعزز فرص النمو فيه بفضل الخبرات الأجنبية.
كما يولي الطرفان اهتماماً خاصاً بمشاريع الطاقة النظيفة، حيث يسعى التحالف المغربي الألماني للطاقة والمناخ لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب، ويعمل البلدان حالياً على بناء أول محطة تجريبية للهيدروجين الأخضر بهدف تعزيز تحول الطاقة.
تسلم زيدان وزارة تتولى مهام أساسية كتحسين مناخ الأعمال، وإعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الاستثمار. ويرى المراقبون أن التحاقه بحزب التجمع الوطني للأحرار منذ 2017، وقيادته “شبكة الكفاءات الألمانية المغربية”، يجعله في موقع مناسب للاستفادة من شبكة علاقاته وخبراته لدفع عجلة الاستثمار.
وفي ظل الانخفاض الحاد في تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى المغرب بنسبة 52% في 2023، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد والمالية، انتقد بعض المحللين أداء الوزير السابق الجزولي.
وقد وصف الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، عبر تدوينة على “فيسبوك”، أن تدني الأداء كان سبباً رئيسياً لتغيير الوزير، مشيراً إلى غياب أثر ملموس في مجالات الاستثمار وتقييم السياسات العامة.
يعتبر تعيين كريم زيدان خطوة تندرج ضمن استراتيجية المغرب لجذب استثمارات نوعية، خاصة من ألمانيا، في مجالات محورية كصناعة السيارات والطاقة المتجددة.